نافذة

التبرع بالدم بدلا من ضرب القامة Print

                       التبرع بالدم بدلا من ضرب القامة

 

بلقيس حميد حسن

يمر العراق اليوم بظروف عصيبة من فقدان الأمن والإستقرار, وتلعب القوى الشريرة من أيتام النظام البائد والحركات الإرهابية المطاردة بالعالم والتي رفضتها بلدانها بإستغلال الفوضى التي عمت العراق أثناء وبعد الحرب  عليه , كذلك حفنة من المجرمين الذين فتح صدام السجون لهم على مصراعيها ليعيثوا بالأرض فسادا , كل هؤلاء يعملون على إرهاق الشعب العراقي الذي عانى على مدى ما يقارب الأربعة عقود من النزيف والدمار , ونرى يوميا دماء أبناء العراق تـُسفك بلا وجه حق ,  من دماء  الشرطة الأبرياء  الذين يحاولون جاهدين استتباب الأمن رغم صعوبة الموقف , ومن الضحايا المدنيين الذين يمارسون حياتهم ومتطلباتهم الضرورية اليومية  , إن غالبية أبناء العراق  لا تعوّل على المحتل بحقن دماء أبناء العراق ,  فنحن أصحاب القضية وأصحاب الأرض  , والقوى التي تسيطر على العراق من الأمريكان وحلفائهم لا يستطيعون - كما أثبتت الأيام-  السيطرة على الموقف , من هنا لا بد لنا من إيجاد موقف نرتقي به أمام هذه القوى التي تسيطر اليوم على مقدراتنا بحجة عدم  قابلية العراقيين على قيادة شعبهم ووطنهم نحو الأمن والاستقرار والسيادة , وأن نثبت للعالم أننا أبناء الحضارات الأولى والمساهمين بصناعة تأريخ العالم بأكبر حصة من علم وأدب وفنون , لابد لنا من مواقف نثبت بها ومن خلالها أننا أعلى من التقاليد البالية وأكبر من أخطاء مارسناها سنينا طويلة , والعودة عن الخطأ فضيلة عظمى عند الله وعند الناس ,  وأن الشعب العراقي اليوم أحوج لكل قطرة دم تهدر من دماء أبناءه , وفي هذه الأيام حيث تمر علينا ذكرى وقفة الإمام الحسين(ع)  سيد الشهداء في يوم عاشوراء  , الموقف المقدس والعظيم الذي رسخ قيم الشجاعة والوقوف بوجه الظلم والعدوان, حيث يسفك أبناء الشيعة دماءهم حزنا عليه , وحيث تنتشر الدماء في الساحات والشوارع هدرا لطاقات أبناء العراق غير متخذي موقف ولا مواجهي  لظلم ولا عدوان .
  من هنا أطالب علماء الشيعة  من الفقهاء والعقلاء  بالتوجه الى مقلديهم ومريديهم  بتحريم ضرب القامة وإهدار الدم الذي حرم الله إهداره الا بالحق ,وتوفير دماء الشباب لمن يحتاجها بالمستشفيات ,  وتوجيه الناس الوجهة العقلانية بهذا الظرف العسير,  وأن قتل  المرء نفسه وأذيتها  لأي سبب كان  هو من الكبائر, وهو مظهر متخلف من المظاهر التي نؤاخذ عليها حتى من قبل الشعوب الإسلامية  الاخرى , إن الواجب الوطني يحتم على هؤلاء العلماء بالتحرك اليوم وبأسرع وقت ممكن  نحو الشباب الذين يمارسون ضرب القامة تعبيرا عن حبهم ووقفتهم مع الحسين (ع) باستبدال  ضرب القامة بالتبرع بالدم الى المستشفيات التي تغص بالمحتاجين للدم من العراقيين من ضحايا المجرمين وأهل الشر,  وإن إنقاذ طفل أو جريح أو أم أو أب  لهو كبير عند الله وعظيم  .
 أطالب علماء الشيعة في كل مكان بالعالم , أن يقولوا كلمة  صادقة أمام الله وأمام الناس بحق هذه الشعيرة الدخيلة على المسلمين والتي تجعل منا سخرية أمام الناس وأمام العقلاء  في العالم الذي يسير نحو التقدم العلمي ليبني مجتمعات راسخة ومستقرة , وكل تغيير يبدأ برفض  مسببات الإهدار والخطأ والوقوف ضدها  , وحتما سيكون  العلما ء أهلا لموقف  يـُعلي من شأن الشيعة , فلنبدأ بهذا التغيير لصالح الوطن . 
أعرض طلبي هذا للتوقيع  من خلال حملة  أتمناها أن تبدأ من رجال الدين  والمثقفين والمهتمين بحقوق الإنسان ومن الشيعة الوطنيين  والذين يصرون على عراق متقدم حر إسوة بشعوب العالم المتحضر.
 وللعراق ولشعبه البقاء والحرية  والسلام .
27-2-2004
لاهاي/هولندا