نافذة

بأي حق يحرم أبناء العراق في الخارج من الانتخابات ؟ Print

 بأي حق يحرم أبناء العراق في الخارج  من الانتخابات ؟


           رسالة إلى الحكومة العراقية ننتظر الرد عليها

                                                       
         بلقيس حميد حسن                                                    


  مثل قضية السفارات التي لم يجب أحد عليها , والتي تم بها  تجاهل كل الإمكانيات العراقية بالمنفى , رغم أننا لم  نيأس من الحكومة ولازلنا ننتظر أن يتم التحرك بهذا الشأن إذ أن أغلب السفارات بلا سفراء  , ومثل تجاهل الطاقات العراقية الهائلة التي تعيش بالخارج بعد أن فقدت كل شيء وحرمت من أبسط حقوقها على يد النظام الفاشي , ومثل  عدم التفكير باجتذابها ولا العمل من أجل ذلك , نسمع اليوم أن الأخ حميد الكفائي ..الناطق الرسمي باسم مجلس الحكم سابقا والذي سمع من أعضاء الحكومة الجديدة على ما يبدو , مما دعاه للتكلم في أحد غرف الدردشة الصوتية على البالتاك ليقول  بالحرف الواحد:
 إن العراقيين في الخارج سوف لا يسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات,  وطبعا أعطى أسبابا لذلك ومنها عدم وجود سفارات ...عدم وجود إمكانيات ...الخ وقال كل من يريد أن يشارك في الانتخابات لازم يحضر إلى بغداد..

آه يا وطن وآه يا أحلامنا وآه يا عمرنا الضائع ..
أية فاجعة لقلب كل عراقي بعد سني الانتظار والغربة ؟
أية مفاجأة يطعننا بها الوطن الحبيب من الخلف ونحن لازلنا لم نلملم أرواحنا المبعثرة على سعة المنافي وضيقها الروحي لنا ؟
أية كلمات نسمع من وطن أحببناه حتى استبدلناه بأهلنا وأمانينا كلها فكان لنا الأمنية الكبرى والحنان المنتظر والفرح والحلم الذي راودنا ويراودنا في النوم واليقظة ؟
أي حجر أهوج يـُرمى على رؤوسنا ليشج  جبهات ٍ  نرفعها دوما صارخين أن وطنا  عظيما عشقناه وضحينا من أجله سينصفنا حتما  ؟
أية حسرة لا بد وأن تخرج من صدورنا معلنة انتهاء الحلم بصناديق اقتراع مات بعضنا من أجله وراح ضحيته أبنائنا   وأهلنا  وأخوتنا ؟
أي انتهاك لحقنا المدني ونحن لا زلنا نحمل الجنسية العراقية ونعبر بها الحدود والبحار  والأخطار , نخبئها  بين طيـّات الروح لنفتخر بالانتماء لهذا  الوطن الذي اغتصبه الطغاة فحرمونا منه عقودا؟
أيها الأخوة في الحكومة العراقية , ما كنا لننتظر هذا منكم , ليس لأنه حقنا فقط ,الذي تقره الأعراف والقوانين الدولية , ولا لأنه حقنا الذي يكفله الدستور العراقي الذي تم التوقيع علية قبل مدة قصيرة ولم يتسنى لكم ولنا نسيان ما جاء فيه من حق كل عراقي يحمل الجنسية العراقية بالانتخاب والترشيح للحكومة المقبلة  ,  إنما هو حق للوطن لا يحق لكم إسقاطه عنه , أنه من حق العراق أن يدخل صناديق الاقتراع  به  أسماء  أناس أحرار مثلنا , أسماء أناس أغلبهم فقد كل شيء من أجل الوطن , وأغلبهم - وهذا هو الأهم-  أنهم أناس يعرفون ما قيمة الديمقراطية في الحياة السياسية , أغلبهم يؤمن بلغة الحوار ويؤمن بالإنسان , ويريد للعراق الخير والازدهار والاستقرار.
 إن حرماننا  من الانتخابات هو حرمان العراق كوطن من  رجحان كفة العدالة والمساواة بين أبناءه , فهؤلاء الذين تسمونهم  أهل الخارج , أغلبهم يحملون أفكارا متـفـتحة تنتصر للخير والسلام والعدالة , وقد أوصلوا قضية الشعب العراقي الذي كان يرزح تحت نير ديكتاتور مرعب , إلى العالم وفضحوا أساليبه الخفية والتي ساهم الصمت العربي والعالمي  بالتعتيم عليها وحماية مجرميها وإطالة بقائهم , فهل يكافئون  بحرمانهم من أبسط حقوقهم الوطنية  وأهمها , والتي تشعرهم بأن لهم وطن يساهمون برسم مستقبله وأماني أبناءه  الآتية؟  كما أن أغلب هذه الأصوات والتي تشكل أكثر من أربعة ملايين عراقي , هي التي ستهزم صوت الظلاميين وأصوات بقايا البعث الفاشي المستبد , أعتقد أنكم أيها الأخوة في الحكومة الجديدة أذكى من أن تقعوا بخطأ  كهذا يؤجج عليكم فتنة ويترككم وحيدين في ساحة لازال فتيلها  مشتعلا ونيرانها تلتهم , خاصة وأن هناك شخصيات في الوزارة لم يقبلها الشعب العراقي عن طيب خاطر, أو هو قبلها على مضض ولم يستطع  نسيان ماضيها السيء  ممن كان بعثيا معروفا بتأريخه ومواقفه غير المشرفة, ومنهم من  ساهم بيديه بتعذيب بعض السياسيين المعارضين للنظام المجرم , لم ينس الشعب دماء أبناءه لكنه تجاوز هؤلاء ,  لا ثـقة بهم أو إيمانا بوطنيتهم,  إنما حبا بالوطن  ورغبة بترقب الآتي  وفتح صفحات جديدة , وترك السفينة تسير لأنها سفينة مؤقتة ستمضي إلى حال سبيلها حينما تبدأ الحياة السياسية الديمقراطية الحقيقية , ويبدأ الشعب العراقي لأول مرة في التأريخ بانتخاب قادته بشكل ديمقراطي حر ونزيه كما حلم وناضل وضحى لعقود طويلة .

12-6-2004
لاهاي/هولندا