نافذة

الأدب الروسي أهم حراس الإنسانية بالعالم Print
الأدب الروسي أهم حرّاس الإنسانية بالعالم
بلقيس حميد حسن
من المؤلم أن يصل العالم الذي أسميناه متحضرا على مدى أكثر من قرن من الزمان الى هذا التردي والهدم الروحي والانساني.
الحضارة قيم روحية تعمقها الثقافة عبر الأدب الانساني النبيل وليس أكثر من أدباء روسيا وشرق أوروبا عموما من اهتم بهذا، فدستيوفسكي، وتشيخوف، وغوغول، وحمزاتوف، ومكسيم غوركي وغيرهم الكثير  هم من نحتَ روح الثقافة الانسانية والارتقاء بها الى مصاف العدالة والرحمة والمحبة المطلقة في القرنين السابقين  .
واليوم  نصدم بمنع الأدب الروسي من الثقافة ببعض دول أوروبا الغربية، إذ يعني منعه أن نمنع الاجيال الجديدة بالارتواء من نبع هام من ينابيع الانسانية  الحقة وتوجيههم نحو قيم لا إنسانية غريبة وهدّامة ولابد لنا من أن نتساءل باندهاش:
هل يعتقد الغرب ( المتحضر)أننا سنرد عليهم بالمثل ونقاطع غوته مثلاً او إيريش هاينة لأنهما ألمانيان؟
أو نترك المتعة بقراءة شكسبير لأنه انكليزي ؟
أو أننا لانهتم لماقاله جان جاك روسو،  وجان بول سارتر لانهما فرنسيان؟ هل نقاطع ماكتبه ت. س  إليوت لأنه أمريكي؟
الى أين يمضون بالثقافة العالمية وهي تمر بأزمة أصلاً نتيجة هذا الكم الهائل من السخف الذي يمرر للبشر من خلال التواصل الاجتماعي والانترنيت بحيث طغى المرئي على المقروء وباتت المتعة وجنون الشهوة هي الأصل فيما يبحث عنه الناس حيث تراجعت القيم والأخلاق وبات التواصل كارثة وقنبلة مفخخة سقطت على رؤوس بعض البشر خاصة نحن أبناء العالم الثالث الذي تعرض للحروب والاحتلال والحصارات وشتى الاستلاب من قبل الدول الامبريالية أو من قبل حكومات شمولية عميلة يحركها الغرب حسب مصالحه، حتى أصبحت ثروات بلداننا الطبيعية نقمة علينا..؟
الثقافة التي نريد أن نسميها عالمية لابد وأن تنتفي بها الفوارق التي يحكمها الانتماء واللون والجنس، فلكي يكون ما نسميه مثقفا عالميا ونفتخر به لابد من رفع القيود المادية والنفسية التي خلفتها السياسة بتناحراتها وصراعاتها واسقاطاتها على العقول، وكما قال المفكر الفرنسي ميشال فوكو:
الثقافة تصلح ماأفسدته السياسة ..
إذاً يكون لزاما على العالم المتحضر الخلاص من مخلفات الحروب  النفسية بين الشعوب والتي هي من آثار الحروب لا تعميقها كما حصل هذه الأيام.
، ونحن حينما نتمسك بقول ميشال فوكو هذا،  فهو ليس من منطلق فكرة المفكر العربي ابن خلدون الذي يقول بولع المغلوب على تقليد الغالب -وأعتذر لابن خلدون عن ذاك- إنما لأن الثقافة كي ترمم آثار السياسة ينبغي عليها عبور الحدود بلا جوازات ولا تأشيرات ولا علاقة لها بالمصالح السياسية، عندها يكون للثقافة قيمة كبرى .
لايمكن للحضارة أن تُبنى بلا ثقافة، فالثقافة روح الحضارة وهي ليست بنايات، ولا أبراج عالية واسمنت وحديد، كما انها ليست صواريخ عابرة  للقارات ولاسلاح نووي فتاك،  وهي ليست قنوات فضائية واتصالات جعلت العالم قرية كبيرة مليئة بالخراب الاخلاقي حتى قلبت موازين الترابط القويم والانساني بين الناس بإشاعة التصرفات اللا أخلاقية والعري وركزت على المظاهر وغيرت حتى مقاييس الجمال عند البشر وركزت على تجهيل الناس وحثهم على اللهاث وراء المال والتقليد الأعمى للفنانين والفنانات فغيبت أغلب الشباب عن واقعهم المعاش، وزينت لهم كل ماهو هادم للأسرة  وهي الخلية الاولى للمجتمعات وبانيتها، حيث قطعت الترابط الأسري الحقيقي وأتت على الكثير مما عند الناس من وفاء، وألغت الكثير من المفاهيم التي بنت الحضارات القديمة، وأدخلت في عقول الجميع فكرة صدام الحضارات كما هو عنوان كتاب صموئيل هلنكتون وكأن الحروب يجب أن تشتعل وتقتل الشعوب بعضها بعضا وكأن هذا الصراع والصدام قدر الانسان لتستوي الحياة على الأرض.
إن كانت هذه هي الحضارة الحديثة فالبراءة منها تكون عودة للانسانية الحقيقية وبناء الحضارة التي تبني المجتمعات عبر ثقافة عالمية تنشر الخير وحب السلام والعدالة  لتعيش بلا حروب وإبادة للشعوب الفقيرة والضعيفة.
نشرت في موقع الحوار المتمدن
بلقيس حميد حسن
من المؤلم أن يصل العالم الذي أسميناه متحضرا على مدى أكثر من قرن من الزمان الى هذا التردي والهدم الروحي والانساني.
الحضارة قيم روحية تعمقها الثقافة عبر الأدب الانساني النبيل وليس أكثر من أدباء روسيا وشرق أوروبا عموما من اهتم بهذا، فدستيوفسكي، وتشيخوف، وغوغول، وحمزاتوف، ومكسيم غوركي وغيرهم الكثير  هم من نحتَ روح الثقافة الانسانية والارتقاء بها الى مصاف العدالة والرحمة والمحبة المطلقة في القرنين السابقين  .
واليوم  نصدم بمنع الأدب الروسي من الثقافة ببعض دول أوروبا الغربية، إذ يعني منعه أن نمنع الاجيال الجديدة بالارتواء من نبع هام من ينابيع الانسانية  الحقة وتوجيههم نحو قيم لا إنسانية غريبة وهدّامة ولابد لنا من أن نتساءل باندهاش:
هل يعتقد الغرب ( المتحضر)أننا سنرد عليهم بالمثل ونقاطع غوته مثلاً او إيريش هاينة لأنهما ألمانيان؟
أو نترك المتعة بقراءة شكسبير لأنه انكليزي ؟
أو أننا لانهتم لماقاله جان جاك روسو،  وجان بول سارتر لانهما فرنسيان؟ هل نقاطع ماكتبه ت. س  إليوت لأنه أمريكي؟
الى أين يمضون بالثقافة العالمية وهي تمر بأزمة أصلاً نتيجة هذا الكم الهائل من السخف الذي يمرر للبشر من خلال التواصل الاجتماعي والانترنيت بحيث طغى المرئي على المقروء وباتت المتعة وجنون الشهوة هي الأصل فيما يبحث عنه الناس حيث تراجعت القيم والأخلاق وبات التواصل كارثة وقنبلة مفخخة سقطت على رؤوس بعض البشر خاصة نحن أبناء العالم الثالث الذي تعرض للحروب والاحتلال والحصارات وشتى الاستلاب من قبل الدول الامبريالية أو من قبل حكومات شمولية عميلة يحركها الغرب حسب مصالحه، حتى أصبحت ثروات بلداننا الطبيعية نقمة علينا..؟
الثقافة التي نريد أن نسميها عالمية لابد وأن تنتفي بها الفوارق التي يحكمها الانتماء واللون والجنس، فلكي يكون ما نسميه مثقفا عالميا ونفتخر به لابد من رفع القيود المادية والنفسية التي خلفتها السياسة بتناحراتها وصراعاتها واسقاطاتها على العقول، وكما قال المفكر الفرنسي ميشال فوكو:
الثقافة تصلح ماأفسدته السياسة ..
إذاً يكون لزاما على العالم المتحضر الخلاص من مخلفات الحروب  النفسية بين الشعوب والتي هي من آثار الحروب لا تعميقها كما حصل هذه الأيام.
، ونحن حينما نتمسك بقول ميشال فوكو هذا،  فهو ليس من منطلق فكرة المفكر العربي ابن خلدون الذي يقول بولع المغلوب على تقليد الغالب -وأعتذر لابن خلدون عن ذاك- إنما لأن الثقافة كي ترمم آثار السياسة ينبغي عليها عبور الحدود بلا جوازات ولا تأشيرات ولا علاقة لها بالمصالح السياسية، عندها يكون للثقافة قيمة كبرى .
لايمكن للحضارة أن تُبنى بلا ثقافة، فالثقافة روح الحضارة وهي ليست بنايات، ولا أبراج عالية واسمنت وحديد، كما انها ليست صواريخ عابرة  للقارات ولاسلاح نووي فتاك،  وهي ليست قنوات فضائية واتصالات جعلت العالم قرية كبيرة مليئة بالخراب الاخلاقي حتى قلبت موازين الترابط القويم والانساني بين الناس بإشاعة التصرفات اللا أخلاقية والعري وركزت على المظاهر وغيرت حتى مقاييس الجمال عند البشر وركزت على تجهيل الناس وحثهم على اللهاث وراء المال والتقليد الأعمى للفنانين والفنانات فغيبت أغلب الشباب عن واقعهم المعاش، وزينت لهم كل ماهو هادم للأسرة  وهي الخلية الاولى للمجتمعات وبانيتها، حيث قطعت الترابط الأسري الحقيقي وأتت على الكثير مما عند الناس من وفاء، وألغت الكثير من المفاهيم التي بنت الحضارات القديمة، وأدخلت في عقول الجميع فكرة صدام الحضارات كما هو عنوان كتاب صموئيل هلنكتون وكأن الحروب يجب أن تشتعل وتقتل الشعوب بعضها بعضا وكأن هذا الصراع والصدام قدر الانسان لتستوي الحياة على الأرض.
إن كانت هذه هي الحضارة الحديثة فالبراءة منها تكون عودة للانسانية الحقيقية وبناء الحضارة التي تبني المجتمعات عبر ثقافة عالمية تنشر الخير وحب السلام والعدالة  لتعيش بلا حروب وإبادة للشعوب الفقيرة والضعيفة.
نشرت في موقع الحوار المتمدن