نافذة

عُمْرُ اغترابي Print

عُمْرُ اغترابي

 

 بلقيس حميد حسن    

                                 

حين عانقت نشيد الوطن المرهق فقرا
طفلة ًكنت
وكان الحلم عندي
بدلة ً بيضاء أصباغ وكحلة....
حين بادلت الفرات
قبلة ً وقت الغروب
كان وجه النهر عطرا
وفراشات ٍ وفلـّة
زاحمتني حيرة العشق
فأغمضت عيوني
واستبحت القلب للآمال
في أحضان دجلة
طفلة ً كنت
وها ست ٌ وعشرون جديلة
ظفرتها آهة المنفى وأحزان العراق
قطعتها لغة السكين في جرح الفراق
وأنا الأم أو الأنثى
فسـّيان أكون
طفلة أو قبر أحلام عتيقة
زاوجتـني الريح للغربة ِ دهرا
طحنـتـني
ثم لملمت عظامي وشمخت
ها أنا عاشقة رغم الجليد 
فدعوني ارفع الصوت أبوح
ودعوني انثر الورد على كل المقابر
وأغني
قد كفانا منذ عشتار إلى الآن ننوح
دميت كل الحناجر
فلماذا يُسلب التغريد منـّا؟
أي لماذا يمنع النور علينا؟
أي لماذا يُسدل الليل علينا؟
أي لماذا نرتدي الحزن قرونا؟
آه يا عمر ابتعادي
آه يا صوت الأنوثة في بلادي
يختـنق حزنا وخوفا
ويُراق
 دمنا مليون مرة
ونـُساق
 كالنعاج السود تـُهدى للقبيلة

آه يا صوت النساء الأسود المحجوب عن نور الحياة
آه يا صوت النساء الخافت المذبوح
والقلق الحزين
عُميت كل  الأكف البيض
والأسود يغدو لوننا اليومي 
هل نبقى
و نير الصمت  يطغى ؟
أ فنبقى نحمل القيد المُدمى ؟
أ فنبقى نحمل الحزن ونشقى؟

 2005

...........