نافذة
-
حوار على جدار الأرقRead more...
-
بلا أهل ٍ ولا وطنِRead more...
-
شكرا لكمRead more...
اهمية التراث وأثره بالهوية الوطنية |
الذي استفزني لكتابة هذا المقال هو مهرجان تراثنا هويتنا التونسي، بعد ان توقفت فترة عن نشر المقالات والاعتماد على نشر موقفي من الأحداث وأفكاري في بوستات صغيرة بصفحتي في التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وذلك لان هذا التواصل غدا أسهل طريقة للنشر وأسرعها وصولا للناس كما أظن.. وبخصوص أهمية التراث وأثره بالهوية الوطنية أقول: إننا جميعا كبلدان عربية نحتاج الى العودة للتمسك بالتراث واستنباط أجمل مافيه خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي نواجهها بتكالب قوى الشر بالعالم الذي جعلنا عند مفترق طرق، فأما أن نختار بقاء أوطاننا ونركز على هويتنا الخاصة والتي تمثل الوطن وتاريخنا فيه وحضارتنا الخاصة بنا، أو نذوب بثقافة وعقلية الأجنبي غير المحب لنا، والذي لديه شهوة جبارة لجعلنا ننساق وراءه لتخريب اقتصاد بلداننا وتوجيهنا بما يتناسب وطغيانه وسيادته على العالم بسحق الشعوب التي لم تلحق بالركب التطوري من تكنلوجيا والكترونيات، حيث بقيت استهلاكية أكثر مما هي صانعة، حتى بتنا نُعتبر مجرد أسواق فقط، أسواق للاستهلاك، مجردة من الروح، والتأريخ، والحضارة العريقة التي ضاعت منا على مدى عصور من الارهاصات السياسية والضعف والتنازلات والتي أدت بنا الى أن نقف اليوم أمام وضع لانحسد عليه وهو الكفاح من أجل البقاء، البقاء كشعوب لديها أوطان قادرة على الاستمرار بالحياة في ظل هكذا قوى دولية وهكذا تطور قاهر لمن لايلحق به. وأقول هنا كلمة حق قلتها في الاذاعة الوطنية التونسية وهي أن بلدين هما تونس والمغرب ربما هما من أكثر البلدان العربية ركزا على هويتهما وتراثهما الوطني واهتمّا بهما، فبعض البلدان العربية الأخرى لم تعد تهتم بهذا مطلقا أو أن الشعوب قد ابتعدت عن بعض أشكال وأساليب التراث الوطني ولم يبق اسلوب حياتها اليومي به نكهة التراث ، ولكي أثبت هذا الزعم أنظر الى طريقة الشعبين المغربي والتونسي في تقديم الطعام، واستعمال الأطباق التراثية الجميلة، وفي أشكال المقاهي ،وفي المطاعم وفي جمالية البيوت وألوانها وأسلوبها المتفرد إذ لايمكن أن تجد بالعالم مدنا تشبه سيدي بوسعيد بتونس أو مدينة شفشاون بالمغرب بألوانهما الزرقاء وأبوابها التراثية وألوان حيطانها المبهجة والتي لا تشبه سواها مطلقاً، وكذلك في الملابس، أجد أينما أذهب مشاهد جميلة من حضارة نتمنى عودتها بكل الألق المطروح بهذه الفعاليات التي تنتشر هنا وهناك. ولكي أدعم زعمي أكثر أذكّر الناس بالمهرجانات الثقافية والجمعيات التي تركز وتهتم بالتراث والتي تنتشر في مدن تونس والمغرب بشكل كبير ويساهم بها الفعاليات السياسية لهذه المدن كرؤساء البلديات والمحافظين ويدعمونها. لا أقول هذا دعاية لأي جهة ما، أو طرف سياسي معين، فأنا لا أعرف أي شخص من هؤلاء، ولست ممن يقترب من سلطة ما، إن كانت في وطني أو في أوطان الناس الأخرى، وربما أنا مصابة بالحساسية من السلطة أينما كانت، لكنها كلمة حق أقولها على ما شاهدت ورأيت، والتي أتمنى أن يقلدها ويتعلمها كل السياسيين في العالم العربي، وليعلموا أن الثقافة الوطنية هي المنقذ الوحيد لنا جميعا من كل ما يدور بهذا العالم المخيف بمخططاته ومؤامراته التي ذقنا منها الكثير، وها نحن بعد انتهاء سايكس بيكو نرى صفقة القرن التي تحوم عليها شتى الشبهات والمخاوف، والتي لن تكون أرحم من سايكس بيكو أبداً، إنما هي أكثر قسوة وصرامة وحسماً بإنهاء كل من تخلف عن السير مع حكومة العالم الخفية التي تريد القضاء على ثمانين بالمائة من سكان العالم وأولهم شعوبنا العربية والشعوب الفقيرة غير المنتجة للفكر الالكتروني كما يقولون، والكشف عن الوجه الصهيوني للحكومة العالمية الموحدة التي تتألف أخيرا من أقل من ربع سكان العالم، وهذا هو هدفهم الذي يسيرون الى تطبيقه حثيثا. إن التمسك بالتراث أو الهوية هو ذاته الوقوف بثبات للدفاع عن الشعب والوطن وما يتميزان به في عالم اليوم الذي يريد ابتلاعنا لهذا أحيي هنا مهرجان تراثنا هويتنا الذي افتتح يوم 15-6-2019 بدورته الخامسة في مدينة بسيطلة التونسية وكنت قد حضرت المهرجان بدعوة من جمعية سنا المتمثلة بالأخت الشاعرة ضحى بوترعة مشكورة. كان الافتتاخ زاخرا بالحضور من أهل تونس الحبيبة والوفود العربية المدعوة للمهرجان من الأدباء والفنانين حيث صدحت كلماتهم التي تبعتها فعاليات فنية شعبية وعروض هي من صلب حضارة بلاد تونس العريقة والتي أسعدني بها هذا التمسك بالهوية الوطنية من خلال التركيز على جمالية التراث التونسي وأصالته على عكس بعض البلدان العربية التي لاتهتم الاهتمام الكافي بالتراث . تحية لتونس وشعبها ولأماكنها الأثرية وتراثها العريق متمنية لها الازدهار الاقتصادي الذي هو عامل أساسي بدعم الناس للتمسك بهويتهم ومحبة تراثهم ووطنهم الجميل..
|