نافذة

الوردة لا تحيا مع العفن Print
الوردةُ لا تحيا مع العَفَنِ..
بلقيس حميد حسن
حينما فكرت بكتابة موضوع عن يوم المرأة العالمي،  حضرت في ذهني صورة النساء العراقيات كما نراهن، و يراهن كل العالم اليوم :
فهن أما ثكالى أصبحن رمزا لحزن العراق في فواجع كثيرة ، لاطمات على الخدود، صارخات بوجع الفقد، مبعثرات الروح بين أشلاء انفجار،  أو وراء جنازة عزيز ، أو بشارع بائس، يحملن أرواحهن كرهاً من قهر مالاقين في هذا الزمن الأغبر.
أو صغيرات متسولات تمتد أيديهن البريئة العابقة بلبن الطفولة بعد، لتمسج زجاج نوافذ السيارات، منتظرات صاحب السيارة بذلٍ، ليدفع شيئا لخبز يومهن في عراق النفط الوفير .
أو أرامل واقفات في طوابير انكسارٍ تأباه أعمارهن التي تئن بالأوجاع، ينتظرن تقاعداً أو مساعدة تجود بها ميزانية الدولة التي يذهب أغلبها للحراسات التي تحمي مسؤولين "كبار" وملذاتهم ، وأغلبهم  قد تلوثت أيديهم وساهمت بإفساد هذا البلد العريق، ليغدو أحطّ بلد مسكون على الأرض مع الأسف..
أو هن نساء كادحات، وموظفات،  يخرجن صباحا للعمل، يسابقن الوقت للوصول الى المكاتب، والدوائر الرسمية ، أو المستشفيات والجامعات ، أو الى الأسواق حيث العمل لايرحم وحيث الحياة تتنفس من العمل وسنوات العمر.
ونساء أخريات نراهن بالتلفزيونات،  يتمنطقن بمقولات جافة، جامدة،  لاتمت للواقع والحياة بشئ، ينشرن هزالة اللغة، وركاكة المنطق المطروح بحجج واهية غير مقنعة. مرة باسم إعلاميات أو أديبات ، وأخرى باسم فنانات، أو برلمانيات،  أو حتى نساء أعمال،  أو مسميات ماأنزل الله بها من سلطان، طالما هناك ممارسة ارتقت الى مستوى القداسة حتى صارت قانونا في بلد اللاقانون وهي الواسطة، فكل شئ جائز،   إذ يمكن صناعة أديب ، أو فنان ، أو إعلامي،  عن طريق هذه الواسطة التي باتت عنوان الثقافة العراقية في زمن الفوضى "الخلاقة" التي نادت بها الولايات المتحدة لتخرب ما لم يخرب زمن الطاغية الدموي صدام من بقايا قيمٍ ووطن. نرى تلك النسوة بالتلفزيونات، يخشخش الذهب بأيديهن ورقابهن ، وتتعرى بوجوههن عمليات النفخ ، والتجميل غير المجدي.
أخريات لا نراهن أبدا لأنهن في الخدور محصنات  بالمال والذهب، وطقوس الزيف الديني،  والسفرات السياحية الى بلدان الخارج ، يتلفعن بالسواد حفاظا على اسم المسؤول الذي يحصنهن ويحميهن محافظة على شرفه الرفيع الذي لايهتز عندما تمتد يداه لتسرق قوت الفقراء والمعدمين وميزانيات البلد المهدم.
اليوم، وأنا أتذكر  حادثة المناسبة العظيمة في ٨ آذار ، حيث سجل التأريخ للعاملات الأمريكيات المظلومات، بطولة تمردهن على الضيم واللامساواة في الأجر ، سألت نفسي بعد أن وضعت أمامي الصورة العامة للمرأة العراقية التي ذكرتها الآن:.
الى أي مجموعات من النسوة  ينتمي هذا اليوم العظيم في تاريخ البشر، والذي فتح آفاقا واسعة لنساء العالم في كل مكان، ليمزقن سواد الظلم، ويخرجن بعروق ثائرة تصرخ بانسانيتهن المهدورة التي أردن استردادها ؟
هل كل تلك المجموعات التي ذكرتها لهن حق الاحتفال والورود الحمراء في هذا اليوم العظيم؟
هل الاعلام الموجه والأخرس رغم زعيقه،  قادر على تمييز وتوضيح الحقائق المخبأة في أدراج المسؤولين والساسة الكبار ، الجالسين على عروشهم بين البنادق الموجهة لكل من تسول له نفسه الاقتراب منهم ، والسائرين بمواكب من السيارات، الفارهة، والمخفية وغير المخفية عن أعين المظلومين .
لا أريد أن أوغل بالوجع أكثر وأذكر خبايا المكاتب، فما عاد الأمر سراً، فمن يسرق مالا ً يسرق كل شئ وكل هذا يصب بإركاع الشعب،  وبالتالي إذلالِ وتحطيم أساس الأسرة ، ولبنتها الأولى، ألا وهي المرأة ..
ليس لي في هذا اليوم وأنا على بعد قارّي من الوطن، إلا أن أرفع صوتي بالأمل والتهاني بهذا العيد العالمي، الذي يذكرنا بأن الظلم لن يستمر مهما كان قوياً، وإن إرادة المظلوم أقوى من كل شرور العالم ..
كل عام والمناضلات من أجل الحرية والمساواة والعدالة ، الصارخات بالحق،  بكلمةٍ، أو تظاهرةٍ، أو تمردٍ، والرافضات للصعود على حساب الآخرين، بخير ٍ  ودوام الشموخ.
كل عام والفقيرات،  المتعففات، الأرامل،  الثكالى، والمقهورات، بأملٍ وثقةٍ بالحق..
كل عام ، والعاملات، والموظفات اللواتي يقمن بواجبهن بشرف رغم كل المفاسد المحيطة بهن ، بخير .
كل عام والنساء العراقيات الوطنيات، والناشطات من أجل العراق، من غير المنتفعات أو الراكبات موجة الزمن الأمريكي.. بكل خير ..
لتبقى مطالبنا دائما:
الاستقلال والسلام للوطن ..
الحياة الكريمة والأمان للشعب
الحرية والمساواة للمرأة العراقية أبداً
٦-٣-٢٠١٩
الوردةُ لا تحيا مع العَفَنِ..
بلقيس حميد حسن
حينما فكرت بكتابة موضوع عن يوم المرأة العالمي،  حضرت في ذهني صورة النساء العراقيات كما نراهن، و يراهن كل العالم اليوم :
فهن أما ثكالى أصبحن رمزا لحزن العراق في فواجع كثيرة ، لاطمات على الخدود، صارخات بوجع الفقد، مبعثرات الروح بين أشلاء انفجار،  أو وراء جنازة عزيز ، أو بشارع بائس، يحملن أرواحهن كرهاً من قهر مالاقين في هذا الزمن الأغبر.
أو صغيرات متسولات تمتد أيديهن البريئة العابقة بلبن الطفولة بعد، لتمسج زجاج نوافذ السيارات، منتظرات صاحب السيارة بذلٍ، ليدفع شيئا لخبز يومهن في عراق النفط الوفير .
أو أرامل واقفات في طوابير انكسارٍ تأباه أعمارهن التي تئن بالأوجاع، ينتظرن تقاعداً أو مساعدة تجود بها ميزانية الدولة التي يذهب أغلبها للحراسات التي تحمي مسؤولين "كبار" وملذاتهم ، وأغلبهم  قد تلوثت أيديهم وساهمت بإفساد هذا البلد العريق، ليغدو أحطّ بلد مسكون على الأرض مع الأسف..
أو هن نساء كادحات، وموظفات،  يخرجن صباحا للعمل، يسابقن الوقت للوصول الى المكاتب، والدوائر الرسمية ، أو المستشفيات والجامعات ، أو الى الأسواق حيث العمل لايرحم وحيث الحياة تتنفس من العمل وسنوات العمر.
ونساء أخريات نراهن بالتلفزيونات،  يتمنطقن بمقولات جافة، جامدة،  لاتمت للواقع والحياة بشئ، ينشرن هزالة اللغة، وركاكة المنطق المطروح بحجج واهية غير مقنعة. مرة باسم إعلاميات أو أديبات ، وأخرى باسم فنانات، أو برلمانيات،  أو حتى نساء أعمال،  أو مسميات ماأنزل الله بها من سلطان، طالما هناك ممارسة ارتقت الى مستوى القداسة حتى صارت قانونا في بلد اللاقانون وهي الواسطة، فكل شئ جائز،   إذ يمكن صناعة أديب ، أو فنان ، أو إعلامي،  عن طريق هذه الواسطة التي باتت عنوان الثقافة العراقية في زمن الفوضى "الخلاقة" التي نادت بها الولايات المتحدة لتخرب ما لم يخرب زمن الطاغية الدموي صدام من بقايا قيمٍ ووطن. نرى تلك النسوة بالتلفزيونات، يخشخش الذهب بأيديهن ورقابهن ، وتتعرى بوجوههن عمليات النفخ ، والتجميل غير المجدي.
أخريات لا نراهن أبدا لأنهن في الخدور محصنات  بالمال والذهب، وطقوس الزيف الديني،  والسفرات السياحية الى بلدان الخارج ، يتلفعن بالسواد حفاظا على اسم المسؤول الذي يحصنهن ويحميهن محافظة على شرفه الرفيع الذي لايهتز عندما تمتد يداه لتسرق قوت الفقراء والمعدمين وميزانيات البلد المهدم.
اليوم، وأنا أتذكر  حادثة المناسبة العظيمة في ٨ آذار ، حيث سجل التأريخ للعاملات الأمريكيات المظلومات، بطولة تمردهن على الضيم واللامساواة في الأجر ، سألت نفسي بعد أن وضعت أمامي الصورة العامة للمرأة العراقية التي ذكرتها الآن:.
الى أي مجموعات من النسوة  ينتمي هذا اليوم العظيم في تاريخ البشر، والذي فتح آفاقا واسعة لنساء العالم في كل مكان، ليمزقن سواد الظلم، ويخرجن بعروق ثائرة تصرخ بانسانيتهن المهدورة التي أردن استردادها ؟
هل كل تلك المجموعات التي ذكرتها لهن حق الاحتفال والورود الحمراء في هذا اليوم العظيم؟
هل الاعلام الموجه والأخرس رغم زعيقه،  قادر على تمييز وتوضيح الحقائق المخبأة في أدراج المسؤولين والساسة الكبار ، الجالسين على عروشهم بين البنادق الموجهة لكل من تسول له نفسه الاقتراب منهم ، والسائرين بمواكب من السيارات، الفارهة، والمخفية وغير المخفية عن أعين المظلومين .
لا أريد أن أوغل بالوجع أكثر وأذكر خبايا المكاتب، فما عاد الأمر سراً، فمن يسرق مالا ً يسرق كل شئ وكل هذا يصب بإركاع الشعب،  وبالتالي إذلالِ وتحطيم أساس الأسرة ، ولبنتها الأولى، ألا وهي المرأة ..
ليس لي في هذا اليوم وأنا على بعد قارّي من الوطن، إلا أن أرفع صوتي بالأمل والتهاني بهذا العيد العالمي، الذي يذكرنا بأن الظلم لن يستمر مهما كان قوياً، وإن إرادة المظلوم أقوى من كل شرور العالم ..
كل عام والمناضلات من أجل الحرية والمساواة والعدالة ، الصارخات بالحق،  بكلمةٍ، أو تظاهرةٍ، أو تمردٍ، والرافضات للصعود على حساب الآخرين، بخير ٍ  ودوام الشموخ.
كل عام والفقيرات،  المتعففات، الأرامل،  الثكالى، والمقهورات، بأملٍ وثقةٍ بالحق..
كل عام ، والعاملات، والموظفات اللواتي يقمن بواجبهن بشرف رغم كل المفاسد المحيطة بهن ، بخير .
كل عام والنساء العراقيات الوطنيات، والناشطات من أجل العراق، من غير المنتفعات أو الراكبات موجة الزمن الأمريكي.. بكل خير ..
لتبقى مطالبنا دائما:
الاستقلال والسلام للوطن ..
الحياة الكريمة والأمان للشعب
الحرية والمساواة للمرأة العراقية أبداً
٦-٣-٢٠١٩