نافذة

رحيق الورد Print

 

رحيق الورد

بلقيس حميد حسن

أغثـني يا رحيق الورد
زدني  فتـنـة َ الجوري ّ  كي أقوى
فأجنحتي  تهاوت عند دفء الشط, ِ
والقصب ِ....
سماوات ٌ وأفلاك ٌ من الحرمان ِ
توجعني
وتوقظ ُ شهقة الروح ِ
إلى  وطن ٍ
إلى  حضن ٍ
يطير الشوق ُ ملهوفا ً
وأصرخ ُ
أيها الساري إلى أي المدائن ِ
نحن ُ نتجهُ ؟
إلى أي اللغات ِ وأي عصفور ٍ
ترانا سوف نلقى في  انبلاج  الصبح ِ
والحناء بعضا  من  شذا  أمي
أ أستنشقها  يوما ؟
وتـُرقص روحي الظمأى؟
أعود إلى  شوارعنا
إلى  النخل ِ
إلى  العذق ِ
أبعد الموت والمنفى سنـُبعث من جديد ٍ ؟
وردُنا يزهو بلا خوف ٍ
يعود الفجر ُ فيروزا  وقرآنا
أغثني يا رحيق الحب ِ
فالآهات جنيـّات  تأكلني
وتعقد شعري المسدول
في خيط من الثلج ِ
لتغزلها بشمع ِ السهد ِ والتعبِ
هو المنفى
هو الدمع ُ الذي لا يعرف الهدنة 
هو الحرف ُ الأصم  ولعنة  اللعنة
هو الدنيا تضيق
فأفتح الذكرى لروحي
يا حكايا جدّتي كوني
خليلا في ليالينا
ندور ندور في غربال
رملا ً صار يسقي جمرة الدنيا
شواظ الوطن الدامي
ونحفرُ من بقايانا مقابرَ خلـّفتـنـا
في جحيم الحيرة الكبرى
هنا أحبابنا صرخوا
هنا سقطوا
هنا نهضوا
وقوفا,  يا بلاد الموت والشهداء والقهر
وقوفا
ها حدود الشمس نادتنا وذا  قمرٌ يراودها
لقد جئنا نشق ّ ُ الحزن والمنفى
ونغرس في الثرى وردا
ليورق في أراضينا......

القيت في مهرجان البابطين للشعر العراقي/ الكويت 2005