نافذة

عالمٌ صهيوني بامتياز وداعش صنيعة إسرائيل Print
عالمٌ صهيوني بامتياز وداعش صنيعة إسرائيل
بلقيس حميد حسن
كل يوم نتأكد بأن المستفيد الوحيد من داعش وخراب البلدان العربية هي اسرائيل، ولا أعتقد أن كل هذا الذي يحصل مجرد لعنة على العرب أو هي التفاتة من الرب لاسرائيل ليخلصها من الشرق الاسلامي ويحقق لها الدولة الصهيونية التي وعدها بها.
وانوه لأمر هام وهو أنني لا أنزه الدين الاسلامي من الدموية التي تقشعر لها الأبدان حينما أقرأ التاريخ الاسلامي وبعض النصوص المقدسة، لكنني لا أنزه أيضا الديانة التي قامت على أساسها دولة اسرائيل وفكرة الأرض الموعودة، فالديانتان مارستا سفك الدم والقتل والسبي وإحداث الهلع بين الناس للسيطرة بنشر الفكر الديني الذي يعتبر أسوأ ماتفتق عنه ذهن بني البشر بالتأريخ.
إن مايحصل اليوم ليس صراعا دينيا أبداً، رغم رغبة اسرائيل وعملها على صبغه بهذه الصبغة واستغلال مابالدين من قتل وتخريب وغسيل للأدمغة لصالح توسعها ووجودها. ولحنكتها بالعمل السياسي الذي خلق أقوى دولة في المنطقة من اللاشيء سوى ثأرٍ تاريخي ديني التصق بمفهوم هذه الدولة الديمقراطية الدموية التي جمعت البشر من كل بقاع العالم لتؤسس دولتها الصهيونية المخابراتية العجيبة، والتي بنيت على أساس الدم، وتوسعت على أساسه، واستقرت على أساسه وبه.
ولأنها بهذه الحنكة المذهلة استغلت تخلفنا العربي وعصبيتنا الدينية والبدوية، وخيانة حكامنا، وجهل شبابنا وضياعهم وتجميع قتلة ومرتزقة العالم من مغسولي الدماغ، ومرضى الفكر، وإبعاد خطرهم عن بقية بلدان العالم وجذبهم لبلداننا لتكوين داعش المتحالفة مع أمريكا رغم ادعاء الأخيرة بالوقوف ضد داعش، لكننا نراها في الحقيقة تغطي على جرائمها بشكل او بآخر وتسوف وتماطل في القضاء عليها وتسهل لها تحقيق حلمها في إسرائيل الكبرى وإنهاء الشرق الأوسط بنسخته القديمة وتكوين شرق أوسط جديد بقيادة اسرائيل، لتصبح دوله محميات من قبلها واسواق لبضائعها وانتاجها.

ولو نظرنا الى مسألة حرق الطيار الأردني البريء “معاذ الكساسبة” نراها ماهي إلا محاولة لإشعال فتيل الصراع في الأردن ضد الفلسطينيين ومن أجل خلق الفوضى في البلد وجعل الحدود سائبة بين الأردن واسرائيل للتحرك والوصول بأقرب مايكون من اسرائيل الى دولة داعش في العراق وتسهيل الامدادات اليهم وتمرير المؤامرة بسهولة، خاصة أن الفلسطينيين يشكلون نصف سكان الأردن وهم يقفون للأسف مع داعش جهلاً وسذاجة.
إن تفكيك البلدان العربية هو هدف اسرائيل الرئيس، وكما نرى أن المؤامرة الداخلية التي أشعلت الأحقاد هي التي تسير الأحداث والصراعات بين شعوبنا، اما التحالفات والتوافقات الظاهرة للخارج ماهي إلا تغطية وضحك على الذقون من أجل خلط الأوراق وتوجيه الاتهام لغير الفاعل الحقيقي وهذا الذي نجحت به اسرائيل عن طريق عملائها وعصاباتها والاحزاب التي اشترتها بأموالها ومرتزقتها حيث اشعلت الحروب الطائفية والدينية والعرقية في بلداننا، فنراها تفجر مناطق شيعية وتتهم سنية وتفجر سنية وتتهم شيعية وتقتل مسيحيا وتتهم مسلما وتقتل مسلما لتتهم مسيحيا وهكذا، وبهذه الطريقة أشعلت الفتيل بين المكونات العديدة المتعايشة والمتزاوجة مع بعضها منذ القدم في الشرق الأوسط المتعدد الطوائف والأديان والأعراق، ولاننسى أن الجهل والفقر المنتشران ببلداننا سهلا المؤامرة، فسرى جنون الحقد والقتل سريعا بين شعوبه كالنار في الهشيم، وأصبحت الحياة عسيرة والهجرة أكبر أمنية لهذه الشعوب ..
إنها اسرائيل
كل المعطيات تدلل على ذلك يوما بعد آخر، وما سرقة الآثار وكل ماهو تأرخي هام إلا دليل على تلك المؤامرة وذلك الهدف الدنيء حيث يتم إيصال وتسليم تأريخنا وإرثنا الحضاري لاسرائيل أمام عيون العالم الصامت الذي صار يتعاطف مع هذه الدولة المستعمرة أكثر كلما توحش العرب وقبحت صورتهم في العالم على أيد هذه التنظيمات الاسلامية المشبوهة والتي هي حليف لاسرائيل، هذه التنظيمات التي تأسست بشكل غامض ومشبوه يجعل أغلب الناس بما فيهم المحللين السياسيين يتسائلون بدهشة كيف لمجموعة من المجرمين القتلة ومدمني المخدرات والساقطين القدرة على مواجهة العالم والانتصار عليه وتحديه بالسيطرة على أراض شاسعة من سوريا والعراق وممارسة الرعب والوحشية لبث الهلع في النفوس؟.
لو نتذكر المجازر التي ارتكبتها اسرائيل قبل عام 1948 وذبح العوائل في بيوتهم في دير ياسين وقتل الأبرياء في كفر قاسم وغيرها الكثير من الرعب الذي شرد الفلسطينيين من بيوتهم ووطنهم بليل أظلم، ومذبحة صبرا وشاتيلا المرعبة التي أخرجت المقاومة الفلسطينية من لبنان، نراه هو نفس أسلوب سيطرة البعث العراقي على الشعب وترويعه عن طريق مجازر أبو طبر وذبح العوائل وهي نائمة في بيوتها ببغداد، نفس الأسلوب القادر على الوصول السريع لتحقيق الهدف والسيطرة على الناس، ولايخفى هذا على المتتبع لعلاقات البعث العراقي بالمخابرات الأمريكية والاسرائيلية التي اعترف بها بعض قادته علنا وقولهم إننا جئنا بقطار أمريكي أي بين قوسين مباركة اسرائيلية، حيث يسيطر اللوبي الصهيوني على الكونغرس الأمريكي ويدير دفة الحكم والعلاقات بما يريد وما الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة والحامي لاسرائيل منذ نشأتها حتى الان إلا الشاهد الأول على ذلك..
إذن كان لإسرائيل حاجة ماسة بتكوين تنظيم إرهابي كداعش أوالنصرة أو غيرهما، ليحل بديلا عن تنظيم القاعدة الذي انتهى بانتهاء دوره في جعل العرب والمسلمين إرهابيين في عيون العالم، وهي الخطوة الأولى في هذا المخطط، وهو أيضا بديل ضروري لتفكيك هذه البلدان خاصة بعد اسقاط حزب البعث العراقي واحتراق ورقته بعد انتهاء دوره في هذا المخطط حيث عمل على تحطيم الجيش العراقي، وتدمير اقتصاد البلاد تماما، وبث النزاعات والانقسامات بين العرب على أشدها بغزو الكويت ونشر العداواة الى حد بعيد بين الشعوب العربية التي يربطها ألف سبب منطقي لتتحد وتحب بعضها وهذا مالا يتوافق مع مصلحة اسرائيل ووجودها وانتعاش اقتصادها.
ان ما تفعله اليوم عصابات داعش وأمثالها من تنظيمات اسلامية هو الأسلوب الذي توصي به تعاليم الصهاينة بالقتل والتخويف لاسترداد الأرض الموعودة والسيطرة على العالم الذي سيطرت عليه اعلاميا وأمنيا، هذا العالم الذي لايعاقب اسرائيل مهما فعلت لأنها تغلغلت في جميع المنظمات العالمية وحتى الانسانية منها ونخرت كل المؤسسات التي تدافع عن الحق والعدالة..
وللأسف إن العرب لم يفهموا اللعبة منذ البداية وهم المشهورون بخيانة أوطانهم فداء للسلطة والمال، وما دعم الدكتاتوريات العربية سابقا الا جزء من المخطط، وهاهم العرب اليوم يتراجعون ويضمحلون كحضارة سادت ثم بادت واقتربت من طريق الزوال، فلربما سيذكرنا العالم بعد مائة عام أو أقل كما يذكر الهنود الحمر الآن. .
إنه عالم صهيوني بامتياز ..

ملاحظة:هذا ليس دفاعا عن الاسلام فأنا لا أومن بدين ولا ألتزم بتعاليم أي دين ولا أومن بالمقدس أبدا. لكنني أبحث عن الحقيقة والأدلة التي توصلني بها دفاعا عن الانسان ودفاعا عن الأبرياء وكشفا لجرائم القتلة من أي انتماء..

هنا بعض تعاليم التوراة
( سفر الخروجـ الاصحاح 32
27[…] .. هكذا قال الرب إله اسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومرّوا وارجعوا من باب الى باب في المحلّة واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه..
28 ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى، ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل.
29 وقال موسى املأوا أيديكم اليوم للرب حتى كل واحد بابنه وبأخيه. فيعطيكم اليوم بركة).
6-2-2015