نافذة

هروب الموناليزا.. الشاعرة بلقيس حميد حسن عرض :عقيل هاشم Print
هروب الموناليزا.. الشاعرة بلقيس حميد
جريدة عكد الهوا - - الجمعة 6 / 12 / 2013 - 11:26 صباحاً

عرض
:عقيل هاشم

اقامت النقابة الوطنية للصحفيين بالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب في ذي قار امسية شعرية للشاعرة المغتربة بلقيس حميد حسن ..وعلى قاعة رجال الاعمال في المدينة ,وبحضور لفيف من الصحفين و جمهور الادب والثقافة واصدقاء العائلة.. تحدثت فيها عن سيرتها الذاتية وسنوات الغربة باسلوب الشعر والسرد..من خلال دواوينها الثلاثة و روايتها الجديدة (هروب الموناليزا) . اذا كانت الظروف والتقاليد والانساق الايديولوجية السائدة قد وضعتها كإمرأة وكإنسانة منفية مغتربة إلا انها كانت وفية لوطنها بابعاده العاطفية والفكرية والحضارية اكثر من وفائها لاي سلطة بل وضد كل سلطة ضد حضورها الذاتي رغم بعد الجسد . من هنا تحديدا لا غرابة ان تجترح مثل هذه الشاعرة هذه المغامرة التي افضت بها الى الهجرة فى سبيل تحقيق ذاتها المستقلة والحرة وحتى اذا تحولت هجرتها الى منفى قاس ومؤلم لم تهن ولم تضعف ، بل ظلت تعانى الألأم لترتفع بمصيرها فوق المعاناة والمكابدة . ويمكن تفسير حرص الشاعرة والانسانة على تدوين سيرتها ، فهي تعي جيدا انها سيدة وفخوره بأهلها إلا ان مغامرتها التي تولدت بسبب قسوة النظام جعلتها تجد نفسها هي ايضا مغتربة ومنفية عن هويتها الاصلية ولا تريد ان تعيد انتاج حكاية تلك المراة العراقية (الضحية) فما يميز منفى عن أخر هو جملة المواقف والوضعيات التي يتخذها الشخص المنفى بوعى ومقصدية لمجابهة احواله ومصائره فقد يكون المنفى قدرا لا دخل للانسان فيه كما فى حالة الام وقد ينبنى في مرحلة منه على الاقل على قرار واختيار حر واع كما فى حالتها هنا، فمن المؤكد ان السيدة الشاعرة بلقيس كانت وحدها المسؤولة عن ابنائها وسط ظروف عسيرة وستتحول غربتها الى منفى حقيقي فالكتابة من هذه الزاوية هي محاولة لاستعادة وتشكيل الحلم, المشروع الممكن من خلال لعبة الرموز والعلامات من اجل ايجاد ذلك الفضاء البديل الذي يسمح للذات بأن تتحقق كما تشتهي وتريد بعيدا عن سلطات العالم الخارجي القوية الاستلابية والعدائية. كما تتجلى ملامح شخصيتها القوية وغير العادية فى حرصها منذ طفولتها على منافسة الاولاد الذكور على اشكال لعب أخرى كانت هي ايضا مقصورة على الرجال ، فهي تحكي فى اشعارها انها كانت مولعة بالشعر .كما تقول الشاعرة و بوعى عميق هو ثمرة التجربة القاسية والفنية التي خبرتها فى وطنها الأصلى ثم فى وطن المنفى وهنا ربما يقال ان معاناة الشاعرة خلال هذه التجربة وعدم اطمئنانها الى علاقات ورموز هويتها الجديدة وحنينها الدائم الى وطنها الأصلى جعلتها تبالغ فى نقد ثقافة الآخر وتبرير ثقافة الذات الى الدرجة التي تبدو معها وكأنها تسوغ الوضعيات والعلاقات التي عانت هي ذاتها منها قبل تغر يبتها، وربما كانت ستعانى منها اكثر فاكثر لو عادت الى وطنها الأصلى بوعيها الجديد المكتسب خلال هذه التغريبة .