نافذة

الشاعرة العراقية / بلقيس حميد حسن عدنان ابو اندلس الأدوات الناصعة بياضاً وتقطير العطر Print

الشاعرة العراقية / بلقيس حميد حسن


عدنان ابو اندلس


الأدوات الناصعة بياضاً وتقطير العطر


الكشف عن اللون في نصوص الشاعرة بلقيس حميد حسن-مقطع من قصيدة-أكتب برائحة العشق
عند التمعُن جليّاً في نص ما ,قد يساير القارىء نوعاً من التحسس في المتن النصي لقصيدة زاخرة بحشد من التموج المرئي أمام ناظريه,
هذا ما سُقت هذه المقدمة في نفسي, إلا إيضاح لظاهرة اللون في قصائد الشاعرة ,حيث تكثر من ادوات الرقة واللين في مسحة جمالية منمقة تغري المتلقي وتسحبه للمتابعة.إشتغالها زاخرة مميزة وكأنها تكتب بلون أبيض ملائمة البراءة,لما لهذا اللون من خصوصية في الذات الطفولية تظهرها الأن ,اليه كي توشح أو تكسي العتمة بنصاعة تليق بذائقة أحلام طرية وطازجة لتسمو الى نقاوة الأُفق المغبر الملبد برصاصية مستديمة.
يلاحظ نصاعة المفردات وخفتها اللفظية وتلئلأ الأشياء فيها يبهج النفس الإنسانيةمثل-الحب -الورد-الرائحة- الثلج-العشق-وغيرها -هذه التشكيل اللين قد بنت منه قصوراً وتوجت به ملوك لأحلامها,وها هي قصيدتها -اُكتب برائحة العُشق-ومستلها هذا النص
أنا لن أشيخ
لأني أُحبك
وبالحب أجترح المعجزات
فعلاً إن للحب منزلة عظيمة في نفسية البشر مهما تعددت تسمياتها ,فالذي يعيش حالة متأرجحة تظهر في نفسيته الداخلية عن كبت,وتطرأ تغيرات على محياه لما لهذا الضيف الباهر أي -الحب-من منزلة في النفوس كما أسلفنا ,وذو تأثير في التكوين الفسلجي لتجديد الخلايا مهما تراكمت سني العمر,هذه المشاعة المذخور لهذا الجمال وكما جاء في نصها -انا لاأشيخ-لأن الحب يطيل الحياة ويجددها مهما طالت على شكل دفعات من الحيوية والنشاط فتراه -المحب-ببهجة وإنشراح دائمين,
ومقطع آخر من تلك القصيدة,
يا هذا الذي اطلق في الجمر
أحرقني ثم راح
جمرك أورث شِعراً أوعِشقاً
وكل الجمال تربع في غربتي
نعم إنه هو كذلك بدايته لسعة جمر وخاتمته شهد لذيذ,ولأنه جمر ,موقده القلب.لذلك نتج شِعراً في الرؤى أو عشِقاً في الوجدان , فرق في ذات الشاعرة,لأن الشعر تفريغ عاطفي يستخرج من الذات ,والعشق إشتعال روحي يمور في الأعماق,فكليهما له خصوصية جمالية في النفس يتربع في القلب لملك فكري وأمير روحاني.
تتوارد أدوات الشاعرة المضيئة بالشوق وكما هي اللؤلؤة التي تضيء مكنونات عميقة وإقتران مفردتين -شمالاً جنوباً-دونما أية فاصلة بأحد حروف الجر أو العطف,هذا التصوير اللطيف هو التيهان بحد ذاته,بشكله ولد حالة من الإنتباه في النص المكثف بدلالات معنوية مميزة,حالة إستجلاب العاشقين هي الرائحة المعنوية بصيغتها المموهه لذا سطرتها بهذه اللمعة الإبتكارية من رؤى عميقة النهايات.
كما اللؤلؤة من بحار بعيدة
تتيه بروحي شمالاً جنوباً
فأستجلب العاشقين من الكون كله
فما هو لك؟

.كركوك-16-8-2013.