نافذة

للأهل في العراق Print

للأهل في العراق

 

بلقيس حميد حسن

                                                               
يا أهلنا
يا ابعد المعذبين عن ذاكرة البشر
في زمن التجويع والتكفير
عام ٌ جديد
نطويه بانتظار
نرجوه أن يمر في سلام
في الوطن الـمُضنى وفي البعاد
يا أهلنا
مرحى لكم
لأرضنا
لنخلنا العتيق..


يا ابعد المعذبين عن ذاكرة البشر
يا اقرب المعذبين للقلب وللعيون
يا اجمل المعذبين
ماذا تصنعون؟
ليأكل الصغار
ليهدأ الصغار والنساء تستريح؟

يا أفقر المعذبين ماذا تصنعون؟
والرعب في دياركم يصيح
سياطه الحجـّاج والسفـّاح
لهاثه ُ من نار
وكيف ترقدون؟


نحن هنا
الكذب ُصارَ درعنا
والبرد كالسيوف في العظام
فالشمس في المنفى بلا حنان
بل شيء لا يـُعطي ولا يزيد..


أرتد ّ أرتدّ إلى الوراء
أعاند العمر
أعاند السنين
لبيتنا أعود
إليكم ُ أعود
للشمس روحا تغمر السطوح,
تغمر الحيطان
أعود للشتاء في العراق
للفرح الأول كالرذاذ
يبهجنا,
إذ نبصر الجليد  كالزلال
وإذ نسير
نكـّسر الرقائق البيضاء في كانون
في برك ٍ ضحلة قرب الدور والساحات
وعندما يذوب
يذوب بالدفء مع القصص
.
ألوذ بالذكرى من الجنون
ألوذ بالصمت وبا لأحلام
فهاهنا
البرد زمهرير
الحب ُ زمهرير
النارُ زمهرير
يا بلدي
مدّي خيوط الشمس من بعيد
لأ قهرَ الغربة
أهزم َ الجليد ...
                          لاهاي / هولندا

قصيدة كتبتها عام 1998 وكان العراق يعاني من حصار , اذ  يموت طفل في كل 6 دقائق كما تقول المنظمات الانسانية.