نافذة

ويلٌ لهذا العالم إذا أمسَكت بخناقهِ أمريكا Print

ويلٌ لهذا العالم إذا أمسَكت بخناقهِ أمريكا*

بلقيس حميد حسن


مكلومة عادت تنوء قصائدي
وتلوك بالماضي وبالأمجادِ
بعُد المرام فلا الثريا رمزنا
ودروبنا سُدت من الأصفادِ
كم فكرة قامت وأينع عودها
وأتى القطاف بحكمة ٍ ورشادِ
وغدت شعوبٌ ترتوي من منهلٍ
ثرّ ٍ بوادي الرافدين ينــادي
كلّ الأ ُلى راموا الحضارة والعُلا
مـّروا فذا ابن العجم وابن معادِ
من إرثنا كل العقول ِ تزّودت
من سارَ بالأيمان ِ والإلحادِ
فتنوّعت كنخيلنا وجبالنا
طرق العلوم ِ وغاية العبّادِ
هل قد نسيتم فضلنا وعطائنا؟
أجزاء معطاء ٍ فـُتات رمادِ؟
هل أبن سينا طبّه من لندن؟
وتراثنا لغوٌ من الأجدادِ؟
هل بابل ٌ أحجارها كندية؟
أو تبتغون لها من استردادِ؟
الويل ُ للكون ِ الفسيح إذا غدا
في قبض أمريكا كلعقة ِ زادِ
الويل للدنيا يجاذب ُ أسّها
َملق الضعيف ِ ومطمع َ الآسادِ
إيهٍ شعوب الأرض كل ُ يومــهُ
آتٍ  رويدا فالحجى بزنادِ
مادام قطبٌ في الزمان مضللٌُ,
للنـاس يحشرهم كدرع ٍ صادي
لن يبلغ الآمال أحرار دنوا
من وهج نورٍ والدنا بسوادِ
يادرة الأفكار هلّي وانجبي
فكرا يطيح بآفة الأحقادِ
فكرا ترّفع بالمعاني والنهى
فكرا جسوراً يزدهي بعنادِ
لا بالقشور وبالتحزب كالعمى
لا يفرز الحكما من الأوغادِ
لا بالتمني والعدو يذيقنا
كدَرَ المعاش وسنّة الفسّادِ
هلّي بفكر ٍ نيّر ٍ يرنو الى
ساح ِالتجدد نظرة الزهّادِ
لا يحتسي من جامها أكذوبة
بثـّوا بها كالطبل في الأعيادِ
والعدل دولي كما ندري به
فإذا به عدل ٌ( بإستبدادِ)
صالت مطاياهم علينا صولة ً
من جورها يهتزّ كل جمادِ
هم يصنعون حياتهم في موتنا
هل نستكين ونهتني برقادِ؟
.........................1991
*مقولة شهيرة لديغول