نافذة

من هم سادة النزاهة في العراق؟ Print
يقول رئيس هيئة النزاهة السابق: "لم تسجل أية حادثة نزاهة أو خلل إداري بين صفوف الشيوعيين".....
قبل ان ابدأ مقالي هذا, اوضح حقيقة انني مستقلة منذ سنين طويلة, ولم انتم الان لأي حزب أوتنظيم وذلك لفلسفة واعتقاد ترسخ في ذهني لامجال لنقاشه الان, لكن, كل صاحب ضمير لابد وان ينظر الى ما يلاقيه العراق من آفات وكوارث من أكبرها الفساد الذي ينخر كل جوانب الحياة العراقية, وان النزاهة الآن هي الذهب الأسود والأبيض وهي الثروة الأهم القادرة على اعادة ما يمكن اعادته من بناء مجتمع يشرف على الانهيار ..
لو توقفنا عند هذا الخبر, ألا نجد فيه ألف فكرة, وألف حقيقة تأريخية وفلسفية واخلاقية تنهض الآن من بين الانقاض والسجون والمقابر الجماعية؟, تنهض لتصرخ بوجه كل من احتال على حقيقة أخلاق الشيوعيين طوال زمانهم ومنذ تأسيس حزبهم حتى الان ودفع بهم الى الشهادة, حتى سمي حزبهم بحزب الشهداء لكثرة تضحياتهم وهم المدفوعون بكل أرواحهم نحو شعارهم الجليل في الوطن الحر والشعب السعيد..
اذن الشيوعيون الان هم أنزه من في العراق شئنا أم أبينا, حقيقة ملموسة بالوثائق والأدلة الدامغة لا يشك ببياضها أحد رغم كل ماتعرضوا له من التشويهات طوال تاريخهم.
وان الوطني الحريص على العراق امام امتحان لضميره مهما كان انتماؤه أو عقيدته - اقول هذا رغم ملاحظاتي الكثيرة على الأداء السياسي للشيوعيين وملاحظاتي على بعض قادتهم- إن العراقي الذي يحاول الالتفاف على حقيقة نزاهة الشيوعيين لن يكون حبه خالصا للعراق الذي لابد من انقاذه من الفساد وخراب الذمم قبل كل شيء.
واتسائل هنا, ألا يجب على كل عراقي حريص على الوطن وعلى بقاء العراق ككيان, مراجعة فلسفته بالحياة, بعد ان رأى فساد الأحزاب التي تدعي التزامها الديني وخوفها من الله ؟ اين هو خوفهم من الله؟ ومن الذي انتصر؟ ومن الذي استطاع ان يربي اخلاقا قويمة قادرة على بناء مجتمع حضاري سليم ؟ هل هم حملة الفكر الذين آمنوابالانسان واكدوا على اخلاقه من الشيوعيين والماركسيين؟ أم هم حملة الفكر القائم على الادعاء بالخوف من الله ولباس الدين وبراقعه والضحك به على ذقون البسطاء وتجهيلهم وجعلهم يزحفون على ركبهم نحو المراقد التي ضحى اصحابها بأرواحهم في سبيل الحق وكانوا زهادا وعظماء؟ وللأسف مثلما غـدر القتلة بالائمة بحياتهم , يغدرون بهم اليوم بعد استشهادهم بمئات السنين بجعلهم حجة لالهاء واستغلال المساكين, واليائسين, والطالبين الرحمة, والهاربين من قسوة وظلم مجتمعهم.
ان هذه الاحزاب والتجمعات التي تشجع هؤلاء الفقراء على صرف أموالهم وضياع أوقاتهم في المراقد لهم اكبر الفاسدين والمخربين وهم الأخطر على العراق من كل الاخطار, اذ تشكل نسبة البسطاء والأميين النسبة الغالبة من ابنائه.. ان مدعي الاسلام يختطفون الأئمة وهم في مراقدهم حينما يخدرون المساكين بمفاهيم وطقوس تستغرق حياتهم كلها, ليصبح الأمل في العراق ضئيلا, لأن المغيبين هم الغالبية التي لابد وان تنهض وتبني وتنظر الى المعالي لا الى الماضي السحيق واحقاده وثاراته, لتعيش عمرا بين المقابر والأضرحة التي تستهلك العقول والأجساد والأموال وترهق بالتالي الوطن.
اليوم أسأل كل صاحب ضمير حي أن يقف وقفة وطني شريف, ليعترف بالحقيقة ويقف بوجه المخربين الجدد من المتبرقعين بجلباب الدين والذين يهمشون أنزه العراقيين ويرمونهم بشتى الصفات, أطالب كل عراقي شريف أن يتعلم من الشيوعيين معنى النزاهة التي سترضي الله, بأكثر ماترضيه طقوسا اخترعوها وابتدعوها في الدين وجعلوا العراق في الحضيض..
ان المعركة مع الفساد هي معركة الشعب العراقي اليوم , والوقوف بوجه الفساد هو الفيصل بين الوطني الحقيقي الذي يقف بصف النزيه وعدو الوطن, فمن يقف ضد النزاهة لا يمنحه العقل والمنطق والتاريخ لقب وطني مهما ادعى ذلك, وحبل الكذب قصير....
19-2-201