نافذة

هـزُلت Print

           ( هـَزُلـَتْ)
                                      
                                         بلقيس حميد حسن
               
طغت الرداءة ياعربْ
طغت الرداءة في السياسة
والتجارة
والفنون
وفي الأدبْ
وتفوح رائحة الكراسي والجيوب
وكل قنطار من الزيف المنصّبْ

أطفالنا في القدس تـُقتـلُ
والنساء تموتُ ذلاً
والحمى نـُهبت ودُمـّرت الحقول
فماهو الشرف الذي تتنافخون
هو النفاق أم الذهبْ؟

طغت الرداءة في الشوارع
والبيوت
وفي النفوس نرى العجبْ
ألـّفتمُ الكتب الكبيرة في الحجاب وفي العفاف
وفي قواميس الكلام وفي العَـتبْ
وفتحتمُ كل الفضائيات أصواتا بها تتحدثون
عن الصيام وعن مواقيت الصلاة
او الزكاة او الطرَبْ
ونسيتمُ شرف القضية
والشجاعة في مواجهة الَلـَهبْ
ونسيتمُ أن الملايين التي تبكي
تـُهدد بالزوال
فأي تاريخ لنا بعد الزوال؟
وأي دكتاتور منكم سوف يبقى
أو ديانة أو تراث
أو مذاهب أو كتبْ؟

طغت الرداءة ياعربْ
تستوردون شماغكم
وطعامكم
ونعالكم
وسلاحكم
دون الرجوع الى الأله
وكل شيء بالحلال بلا تعبْ
حرّفتمُ شرع الاله بماتريد ذنوبكم
ووضعتم الأحكام بالمقلوب
اسرائيل صارت دولة الحق التي تخشون غضبتها
فباتت بين أثواب النساء
وبين أغطية الصغار
تكاثرت وتكابرت
واستوطنت  في جسمنا مثل الجَرَبْ
طغت الرداءة ياعربْ
طغت الرداءة في علاقات الهوى
والعاشقون
تـُحَفٌ مزينة ٌ  بلاحس ٍ
سوى سوء الأدبْ
طغت الرداءة ياعربْ
حتامَ نبقى كالنعامة
غطـّت الرأس المعفـّر بالوحال وبالرُتبْ؟
حتامَ نبقى نبلع الصمت الجبان مخافة الأقوى
ونهزأ بالعقول
وبالشعوب
ونعصب العينين عما يُرتكبْ
طغت الرداءة ياعربْ
وألام َ هذا القهر مكتوب  علينا  والسغبْ؟
وألامَ نسألكم ولا نسمع
سوى
صوت الرداءة ياعرب؟ 

                                   21/11/2002