نافذة

هل يستحق القتلة- كالقذافي- خروجا مشرفا؟ Print

                                                      بلقيس حميد حسن

 

غريب أمر الخروج المشرف للقذافي الذي يتحدث عنه البعض, وغريب امر السياسيين حينما يحرفون القانون الذي يطبق على جميع البشر ماعدا الحكام  الطغاة حينما يوغلون في الاستبداد والظلم وتثور عليهم الشعوب ويحاصرهم ثوارها.

أي سعي غير عادل هذا الذي يريدونه ان يصبح تقليدا لكل حاكم قاهر لشعبه؟

واي تشجيع للقتلة من الحكام كي تثخن بقتل شعوبها الرافضة لها, وتتمادى في تدمير الاوطان بسادية ووحشية وثأر همجي مجنون, ماهذا السعي الذي يطمئن المجرمين بعد كل مافعلوه من جرائم تندى لها جبين البشرية, يطمئنهم ان هناك طريق خروج مشرف يؤمن لهم ولعوائلهم حياة كريمة وكأنهم لم يقتلوا الشعوب التي اؤتمنوا عليها ويخربوا البلدان التي سرقوها.

أي مخرج يستحق القادة المعادون لشعوبهم التي من واجبهم رعايتها وليس تجويعها وتعذيبها وقهرها وتأخيرها وسرقة اموالها لصالح عوائلهم وقصورهم وشراء الذمم  التي تحمي فضائحهم؟

أي شرف وأية كرامة وأي استحقاق غير العقوبات التي تقرها القوانين واللوائح الدولية  لقادة يقتلون شعوبهم في السجون والساحات بدم بارد وبدون أي احساس بالمسؤولية  بدلا من السهر على الارتقاء بهذه الشعوب الغارقة بالفقر والجهل والأمية وايصالهم الى ماتتطلبه الحضارة المعاصرة ليعيشوا اسوة بشعوب العالم الاخرى.

عجبا!

هل هو خوف مستور لدى بعض القادة الذين يخشون غضبة شعوبهم يوما فنراهم يتراكضون للحصول على مخرج مشرف لقائد تلطخت يداه بدماء الابرياء, وليشيعوا تقليدا ظالما كي لا تصل يد العدالة الدولية للمجرمين من القادة الناهبي ثروات شعوبهم والساحقي كرامة ابناء بلدانهم وليفلتوا من القصاص العادل بايجاد مخرج مشرف كما يسمونه؟

 

أي شرف للقذافي يبحثونه له بين جثث القتلى ودمار البيوت وانقاض البنايات وحرائق الزرع والضرع وتقطيع أوصال الاطفال وكسر نفوس النساء والشباب بالاغتصاب والاعتداءات الشاذة التي مارسها جلاوزته على الشعب الليبي البطل, هذا الشعب الذي اهدى ابناء العرب جميعا نقطة مضيئة واسطورة فخر يسجلها تاريخهم الحديث كوقفة لا حدود لشرفها وعُلاها.

ان من يبحث للقذافي عن أي مخرج سوى المحاكمة والعقوبات التي يستحقها يكون بحكم العدالة الانسانية شريكا له بكل جرائمه وسيتحمل اخلاقيا - على الاقل-  وزر نسيان واهمال دماء الضحايا وصراخ اليتامى والثكالى , وسيكون حتما خصما للحق والعدل الذي تبحث عنه عقول وقلوب البشر وتموت من اجله الشعوب على مدى التاريخ .

16-5-2011