نافذة

المرأة والطغاة..ايمان العبيدي انموذجا Print

المرأة والطغاة..ايمان العبيدي انموذجا


                                                       بلقيس حميد حسن
ينظر الطغاة للمرأة على أنها أقل من مستوى انسان, انما هي مجرد شيء يتقبل رغباتهم الجنسية ومتعهم المريضة مهما كانت الظروف التي تمر بها.
من المنطقي ان يفكر بذلك كل طاغية جاهل, ظل يتربع على العرش طوال عشرات السنين غير مفكر بما يحصل في العالم من تغيرات, ومايحصل من تطور وصعود بالعقل البشري الى مراحل أعلى من سقف خيمته وقصره, معتقدا ان كل شيء منذ اكثر من اربعين عاما كما هو, وان متطلبات الشعب لا تتعدى ان يكون لهم اسم وجنسية وان من حقهم ان يتنفسوا- وبفضل الطاغية- هواء البلد الذي يحكمه ليكونوا سعداء قانعين بما عندهم.
امر منطقي ان ينظر هكذا عقل للمرأة على انها شيء لا يحق له ان يثور او يتمرد, مثل حيوان اليف يـعيش من أجل التكاثر ومتعة الرجل فهي مخلوق انسل ّ من ضلعه, فهي بالتالي ملكه الشخصي, بكل ماتملكه من عقل وفكر وكيان لا يعترف به هو, لانه يمتلكها مثلما يمتلك مقتنياته وملابسه وامواله, يبددها كيفما شاء ويمنحها للاصدقاء متى شاء, فباسم الكرم العربي الاصيل قد يمنح احدى دول امريكا اللاتينية التي يتبجح بصداقته لها بضع مليارات او يمنح  دولة كروسيا صكا بمثل ذلك للوقوف معه من اجل المصالحة مع الثوار وتقسيم البلاد ليبقى هو رئيسا لطرابلس وما حولها, وليبقى الشعب بقهره وفقره ومآسيه التي يتجرعها يوميا على يد جلاوزته وابنائه المجرمين والذين اطلقهم كذئاب جائعة على شعب اعزل طوال عقود, وليغتصب جلاوزته بنات البلد لممارسة داء العظمة عند الزعيم الذي يريد أن يثبت انه يغتصب البلد جميعها وبكل معاني كلمة الاغتصاب في قاموسه المتخلف.
ايمان العبيدي, المحامية الشجاعة التي فضلت الموت على اخفاءالحقيقة والتي دافعت عن نفسها أمام وحوش القذافي الذين فهموا المرأة كما فهمها هو المتباهي بحراسته من قبل بعض النساء مدعيا أمام العالم تحضره ونظرته الانسانية للمراة.
هاهي ايمان اليوم تكشف زيف القذافي وأزلامه.
هاهي ايمان تقول الحقيقة امام العالم, رغم محاولات رجال امن القذافي اسكات صوتها بكل مايملكون من قوة.
هاهي ايمان العبيدي المثقفة, تفضح اكاذيب وتمثيليات القذافي واتباعه, بشجاعة فاقت شجاعة حاملي القنابل والموت وهي العزلاء, ترفع رؤوس النساء في العالم العربي بموقفها ورباطة جأشها, فهي البريئة وهم الجناة, وهي الوطنية وهم الخائنون..
ايمان تفضح اليوم طغاة العرب جميعا, وفي كل عصورهم واماكن كراسيهم, فكم وكم من امرأة اغتصبت من قبل الانظمة الدكتاتورية في اقبية وسجون العالم العربي.
ان كنت انسى شيئا فانا لا أنسى ماحييت ماكنت اسمعه حينما كنت صغيرة, كنت اسمع حديثا خائفا متوجسا يتحدث به الناس عن "نورية", وهي فتاة من جنوب العراق أدخلت سجون البعث ليفضّوا بكارتها بالعصا ايغالا في تعذيبها, ثم يتناوبون عليها وهي فتاة معلمة وجميلة وعائلتها من اشرف العوائل واطيبها.
الطغاة يتشابهون في كل مكان, جميعهم يبيحون الاعتداء على المرأة, واهبة الحياة, الأم, المربية, المعلمة الاولى, بانية الحضارة المدنية على الارض, يعتدون عليها باسلوب الوحوش ليبينوا قوتهم الظالمة وليكشفوا بكل بساطة على انهم لازالوا في الغابة ولم يتحضروا, بل انهم لم يستطيعوا ان يقبلوا حياة البشرية المتحضرة اليوم بعد ان اصبحت عقولهم وافكارهم واساليبهم احجارا تعرقل التطور البشري في كل مكان.
28-3-2011