نافذة

ماذا للمرأة ِ في الجنة ؟ Print

ماذا للمرأة ِ في الجنة ؟

بلقيس حميد حسن

عودّتُ القلبَ على عنبٍ
أثمرَ قبل الوقت ِ, 
فكان شرابي قبل أوان ِ تخمـّره,
كالعلقم يقهر روحي ويخفي كل تضاريس جمالي.

لم أتعلم طرق الأبواب,
ولكني,
تعلمتُ بأن الأبوابَ تطول ُ لتـُطرق َ زهوي
بمغاليق تقاليد الحزن الموروثة ِ,
في قعرِ التاريخِ المنسي سوى من حدّ ِ الحقد ِ,
وقطع الآذان ِ ودس ّالسمّ على عنبي عبر قرون.

عنبي,
أبكيك الآن بملء العقل
أغادرُ فيك تلاوين ألأيام ِ
فلا أحمر أو أخضر فيها
أفقأ ُعين الفاقة بنار الشوق ِ
ويبقى الصمت بعيدا
حين تتوق الروح الى بوح ٍ
لا يـُحمد عقباهُ
يحذ ّرني
أن خناجر َ كل شياطين الأرض ِ ستشهد ُ ضدك
بعيون ٍ شزر ٍ من الظلمات تجيء
لتـُعيد الكهف َ الى قلب ِ العالم.
انتبهي,
فالأنوار انطفأت في نسغ النخل ِ
وصار الدم  باقات ٍ يـُهدى في العرس ِ
وهاهم
يجتمعون لإيقاد العتمة ِ
في كل مكان ٍ, منتعلين عقولهمُ
ينتحلون الأسماء الحسنى
باسم الذات الكرسي يسيرون,
يصلـّون ويستلون الشعرة من بين عجين الفقراء,
ويبقون على الكرسي مبتهلين,
فأحلى الآيات هي الكرسي,

معلقة في كل مكان ٍ أو مكتب
إمعانا في الإيمان بها.
ما أحلى الكرسي
يرافقهم مصحف أو حارس يحمل أسرار زواجات عدة,
تتصارع بين اكاذيب قلوبهم,
وفتاوى تتخصص ُ في جسد ِ النسوة,
ومشاكلهن مع الغسل ِ أو اللبس ِ أو الحمّام.

ألعنكم
واللعنة لا تكفي كي توقف صلاة فسادكم الدامي
ألعنكم
ويلعنكم كل فقير يسكن ُ أحياء َ التنك ِ,
يجوع ُ وينتظرُ الموت َ القادم من كل جهات ِ الارض ِ,
فصهوا وقَِعوا
وتعالوا نحتكم الآن
على وقع سقوط ِ الحب ِ شهيداً
في عزلة إنعاش ٍ قد خـُط على لوح ِ الدنيا.

ألعنكم
ويلعنكم كل العشاق ِ الى آخر مايبقى من أحلام ٍ تـُذبح ُ
فبماذا بعد الدكتاتور أتيتم؟
ماذا أنبتت الأيام لنا فيكم
وبساتين الوطن تموت,
مـِن العطش وإطلاق حبال القول,
بكواتم أنفاس النهرين.
ماذا بعد سقوط الطاغوت وبزوغ الأقنعة الأخرى؟
ويح العشاق,
جنونهم الأبيض صرّح َ كالطفل ِ
كيف سنعشق ُ في ظل قيود الممنوعات
وأخطار الموت بكل دهاليز الوطن الباكي.

آه من جنات الخلد
آه من ولدان كاللؤلؤ مكنون..
هل تنسون الجنة للحظات نتحاور
كيف ستنسون؟
وأنتم تبتهلون لها ليل نهار
تثيرون الرغبات المكبوتة؟
هل نتحاور؟
مسّوا نصف دموع سرير الأنثى
وليعلم انكيدو الغافل معرفتي.

أصلبكم في العقل ملايين المرات
وعشتار تدمدم
كيف سأهوى من يشنقني والنيران تطال الأنهار
كيف سأهواك َ
وتقطف باسمي تفاحة عمري؟

ألعنكم
حين تقيسون رجاحة عقل المرأة ِ في خرقة أقمشة تبلى
وتبيعون علينا قول الله
ألجنة تحت الأقدام
أية أقدام ٍ أبقيتم؟
وعلى أية ِ أرض ٍ سوف َ نعيش
وأين ألجنة؟
أسألكم
ماذا أبقى الله لنا من جنته ِ؟
قد نثر عليكم ماشاء
لكم فيها حور العين
ورغبات أخجل أن أذكرها
أما نحن
فماذا أعطانا في الجنة؟
24-8-2010