نافذة

هروب الرئيس بثورة الشعب أشرف من هروبه أمام جيش الإحتلال Print

           هروب الرئيس بثورة الشعب أشرف من هروبه أمام جيش الإحتلال


                                                               بلقيس حميد حسن
تابعنا غضب الشعب التونسي البطل, والرافض للضيم والثراء الفاحش لطغمة وعائلة الرئيس الديكتاتور على  حساب جوع ابناء تونس الذين تفجرت ثورتهم العارمة بتضحيات من نفذ صبره ليحرر الجميع ويكسر القيود التي استعبدته واضاعت حريته وكرامته..

وتابعنا ونتابع منذ ايام غضب الشعب المصري الذي ضاق به طوق الرقبة فبات قاب قوسين او أدنى من الاختناق مما فجر مابداخله من قهر تراكم عبر عقود من الإجحاف والفقر والقهر وتهميش الملايين. وتابعنا كيف تقمع احتجاجاته بالرصاص والغازات المسيلة للدموع وخراطيم الماء وكأنه عدوا وليس ابن البلد الذي هو أحق بها من طغمة جثمت عشرات السنين على مقدراته. مما اوقع شهداء.

كما تابعنا غضب الشعب اليمني الذي تتردى اوضاعه ويختنق هو الآخر ولا يحصل الا على الخطابات والكلام الذي لايرد الجوع عن اطفاله ولا شعور الذل الذي بدأت الجماهير اليمنية تطرده عن كاهلها وتنهض من العتمة التي وضعت فيها منذ عقود على يد ديكتاتورية تجهل  هموم الغالبية وآلامها وحاجاتها الضرورية.

انها بركات ثورة تونس الخضراء, وبركات ارادة شعب تونس الذي سيسطر له التاريخ ريادته في الاستفاقة من نوم الفترة المظلمة التي مرت وتمر على الشعوب العربية.
فيا ايها الديكتاتوريون, يامن سيأتي دوركم حتما, ننصحكم نحن الفقراء الذين اضطررنا ان نعيش مرارة الغربة والفقد والحنين الممض لأهلنا واوطاننا, نحن الذين بدأتم بقتلنا بدم بارد على مذبح كراسيكم العتيدة وتحت مسميات كثيرة لاحصر لها وبحسب ماتملكونه من كذب وزيف وتلاعب بمصائر الملايين, ننصحكم بالهروب امام غضب الشعوب, فهو اشرف لكم من الهروب امام جحافل المحتلين كما فعل رفيقكم وصديقكم المقبور صدام حسين الذي اخزى تاريخ الديكتاتوريين العرب اكثر مما هو مخزي وذلك باللجوء لحفرته كالجرذ ولم يواجه جيش الاحتلال او يطلق عليه رصاصة واحدة  طمعا بالبقاء وايمانا منه بانهم حلفاء الأمس الذين حركوه وساندوه في حروبه ضد الشعب العراقي والشعوب المجاورة..
فلو كان صدام قد تخلى عن الحكم وهرب عام 1991 عندما غضب الشعب العراقي بسبب احتلال الكويت ومارآه من دمار هائل حيث الجثث المحترقة للشباب العراقي ملأ الصحراء على كبرها, لو هرب صدام ولم يستعن بالارادة الامريكية ذلك العام حيث ساندوه لضرب انتفاضة الشعب وقبره في المقابر الجماعية, لما تم احتلال العراق, ولما كان ماكان من أوزار لم يرها شعب في التاريخ على مدى سنوات طويلة.
فيا ايها الديكتاتوريون, لقد استفاقت الشعوب ولابد لها من الخلاص مهما حاولتم اطفاء شعلتها اليوم بأساليبكم الوحشية, فغدٌ او بعد غد,  ستعود حتما للثورة, فان كان بكم نفس بشري واحد فانفذوا بريشكم لتعيشوا بقية اعماركم في غرفة اوسع من حفرة صدام وكي لا يطبق عليكم الشعب حكم الإعدام بسبب جرائمكم ضد الانسانية وخياناتكم لأوطانكم وللأيمان المقدسة التي حلفتم بها عند استلامكم الحكم, ولتحسب لكم موقفا رافضا للخراب الأكبر, فهو خيار أحسن من تخريب بلدانكم عن طريق التدخلات الاجنبية واعملوا خيرا ولو مرة واحدة بحياتكم واتركوا عدل الشعوب يأخذ مجراه فيكم بعيدا عن الاحتلال ومآسيه..
28-1-2011
www.balkishassan.com