نافذة

أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية Print

              أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية

                                                   بلقيس حميد حسن

يمر العراق بظروف استثنائية على كل الأصعدة, فالمشاكل التي تتعقد يوما بعد اخر بخصوص الامن, وتوفير متطلبات الحياة اليومية, لازالت لم تحل, مثلما نجد ان هناك قوى ومجموعات تحاول اثارة احقاد طائفية ان وجدت, وزرعها ان لم تكن موجودة. كل هذا يدعو الاعلام العراقي خاصة قناة العراقية الفضائية, كونها القناة الناطقة باسم الحكومة الابتعاد عن كل مظهر من المظاهر الدينية, لتكون شعبية حقا ولكل أبناء العراق دونما انحياز ودونما استفزاز لجهة ما على حساب جهة اخرى.
لايخفى على أحد بان هناك تطورا في بعض برامج هذه القناة عن السنوات السابقة, لكنها لازلت تركز على الشعائر الشيعية بطريقة لاتليق بها. كلنا نحترم الأئمة وغالبيتنا من اصول ساهمت في هذه الشعائر على مدى التاريخ, لكننا اليوم لابد وان نقف وقفة غير عادية, وقفة شجاعة يحتاجها العراق, وهي التنازل عن هذه المظاهر على الأقل في الاعلام العراقي وأوله قناة العراقية الحكومية, لنعطي رسالة للشعب بأن الحكومة حقا للجميع, وبأن هذه الحكومة التي يتمتع غالبية اعضائها بالشهادات العليا, لاتريد تكريس الجهل. وهنا أسأل جميع اصحاب الشهادات في الدولة:
ماذا يعني ان يزحف الملايين زحفا وهم حفاة لمراقد الائمة وان ينقل هذا في الفضائية؟
وماذا يعني ان يكون اللطم وضرب القامة مقبولا في الاعلام؟
اليس هذا تكريس للجهل بعينه ورضا عن كل هذه التصرفات التي تجعل العراقيين سخرية لسواهم من الشعوب؟
هل من الضروري في ظرف عصيب تتكالب به على العراق جهات شرسة تريد ايقاظ الاحقاد بين ابناء البلد الواحد, ان يوضع الآذان على الفضائية شيعيا كان أم سنيا؟
هل سيزلزل الله بنا الارض لو لم نضع الآذان كمظهر من مظاهر الدين على الفضائية العراقية؟ خاصة هناك عشرات القنوات كل واحدة تتبع جهة وملة معينة , فلماذا لاتحيـّد هذه الفضائية لاطفاء نار الفتنة؟
اليوم 27-7-2010 , اجد قناة العراقية اليوم وقد تحولت الى حسينية بسبب من مناسبة دينية شيعية, كل قليل من الدقائق لطمية وصلوات وهوسات حيدرية, لا ادري هل نحن امام قناة فضائية حكومية ام ماذا؟
حتما سيتهجم علي الكثيرون بسبب هذا المقال, ومهما كانت لغتي موضوعية, لكنني اناشدكم ايها المسؤولون ان تفكروا وتتأملوا ماذا يجري لوطن يتدهور في كل شيء, وطن يتمنى  جميع ابنائه – عدا من غنم مركزا في الحكومة ويتقاضى الالاف- لو انه يرحل عنه, حتى بات التندر بحب العراق كوطن, سخرية مؤلمة يتداولها ابناء العراق بالجوالات والانترنيت وهم يسبون العراق والانتماء للعراق الذي لم يحسب لهم حسابا كبشر.
فاين انتم ايها المسؤولون مما يحصل وهل هذه هي الوطنية التي تتشدقون بها؟
العراق يحتاج لقرارات جادة يتخذها رجال يخلدهم التاريخ, رجال يغيرون واقع الانسان العراقي, رجال لايهتمون بالحفاظ على الكراسي والغنائم بقدر ماتهمهم حياة العراقيين ومستقبل ابنائه, يتخذون قرارات نزيهة بعيدة عن مصالحهم الشخصية وانتماءاتهم الدينية والطائفية.
العراق يحتاج لمن يوقف عجلة التخلف الدائرة في كل مكان والتي يدفعها بعض المسؤولين ليبقى الناس اتباعا لهم بدون فكر ولا تأمل فيما يحصل, وبالتالي يكونوا قد خدموا كل اعداء العراق ان كانوا في الداخل وهم كثر او في الخارج وهم كثر ايضا.
ان لم تقرر نخبة من المسؤولين اتخاذ قرارت شجاعة تخص كل مفاصل الحياة العراقية وأولها الاعلام, سينتهي العراق الذي يمر بأزمات واشكاليات في كل شيء, ولاتنسوا ان لنا أزمات مع العالم, ومع دول الجوار, وبين ابناء الشعب, لنا ازمة في الكهرباء, وازمة في الثقافة, وازمة في  العمل وكثرة البطاله, وانتشار الفساد, وازمة في  السكن والمواصلات, والطرق غير المعبدة, وازمة تعويض عوائل الشهداء, وازمة ابناء الشوارع والمخيمات, و حتى في كرة القدم لنا أزمة كبيرة, فما هو الجانب المضيء في حياة العراقيين اذن؟ ومالذي جئتم به لشعب منهك منحكم ثقته؟
للاسف انكم تضعون نهاية مؤلمة للشعب العراقي, وسيقول المستقبل عنا:
شعبٌ قتله الجهل فانتهى..
27-7-2010
www.balkishassan.com
 

 

نشر في الحوار المتمدن ومواقع اخرى