نافذة

فيروز , لبناننا الذي نعشق Print

                   فيروز , لبناننا الذي نعشق  
                                                           بلقيس حميد حسن

قد يكون حبي لفيروز قد ُزرع بداخلي قبل أن أولد, أي بالجينات من روحي ومن جسدي..
قد يكون حب فيروز اجتاحني مع 
 يا ليل الصب متى غده  ***  أقيام الساعة موعده ؟
قد يكون حب فيروز وُلد في روحي حينما  كان والدي  الشاعر عبد الحميد السنيد في جنوب العراق يسمعها ويطرب عشقا بصوتها وبما تقوله من أشعار, فهي جارة الوادي, وهي بالنسبة لعائلتنا,  لبنان الأرز, وهي فتاة ألحان سيدوري, في ملحمة جلجامش,  التي اقتصرت فلسفة الحياة لجلجامش بعد سفره الطويل بحثا عن الخلود..
قالت فتاة الحان بعد وصول جلجامش غابات الأرز :
"إلى أين تمضي يا جلجامش؟
وإلى أين تسعى بك القدم؟
الحياة التي تبحث عنها لن تجدها
لأن الآلهة لما خلقت البشر
جعلت الموت لهم نصيبا
وحبست في أيديها الحياة
فعد أدراجك يا جلجامش
عد بلدك
املأ بطنك وأفرح ليلك ونهارك
اجعل من كل يوم عيدا ,
وارقص لاهيا عن كل هم وغم ......."
كيف لنا أن نخطر فرحين عن كل هم وغم في هذا الزمن وفي عالم عربي دون صوت فيروز ؟
كيف نملك ذلك دونما يرشدنا الصوت نحو فلك مجهول تأخذنا هي له. وحده صوتها العرّاف والدليل لأزقة ذاك العالم, ووحده قادر أن يدير مفاتيح أبواب مغلقة أمامنا, نفتحها فتنفتح جنات الخيال لننسى  ما يفعلونه ضدنا ونهيم بدنيا خيالنا بعيدا ..
 وفيروز لبناننا. لبنان  الحب والتوحد مع الآخر, ولبنان العشق الأبدي, وهي لبنان التي كتب عنها والدي في ديوانه الأول "ألحان الروح:
أ لبنان, يا دنيا شعوري وأحلامي
وربع الجمال الغض والأدب السامي .
فيروز كانت الصوت الذي ترجم لنا بشارة الخوري روحيا, وترجم لنا جبران خليل جبران وسعيد عقل والأدب الأندلسي ليوصله بالقلب مباشرة دونما قراءة وكتابة أو أية  واسطة حياتية أخرى ..
فيروز
لازالت صباحات  العراقي أغنياتك التي بها نبتدئ.
فيروز
لازلت قيثارتنا التي تـُمنع من القول,  ونصغي لها رغم الممنوعات..
لازلت كل  أنواع الحياة .. وكل سنوات الحلم غير المكتمل ..
اكتملي فيروز بكل العرب وكوني تاريخا نودعه اجمل ذكرياتنا ونؤرخ به أفراحنا هروبا من القهر الذي تمادى واسترخى بميلادنا حتى اجتاز حدود المعقول ..
فيروز
لنا يوم ميلادك الذي نرغب أن يكون يوما للفرح , للحب وللموسيقى, يوما للوطن بكل أرزه وحدوده ولك منا القلوب وكل ما تشائين من رجفاتها  صوب الحرية حين تنطلق بحنجرتك  حبا للحياة..
فيروز
كوني لنا فنكون لك.
كوني لبناننا الذي أحببنا, فنكون لك المريدين,  ونكون صمتك الصارخ , وموسيقاك الثائرة والعاشقة أبدا ......
2005