نافذة

مرحى لك بعيدك وأنت تناضلين Print

 

مرحى لك بعيدك وأنت تناضلين

بلقيس حميد حسن
   
ليست مفاجأة لنا نحن المبادرات بنشر بيان المرأة في موقع الحوار المتمدن و الذي تبنته بعض المواقع العراقية مشكورة , ما شاهدناه من تدفق جميل للأسماء والكلمات والتواقيع والدعم المعنوي الهائل من كل المساهمين في حملة مناصرة المرأة في المنطقة العربية في رسالتها إلى الأمم المتحدة لاتخاذ المساعدة المرجوة منها بالضغط على الدول التي تشرّع لقوانين جائرة تعيق حركة المرأة وتمنعها عن دورها الحقيقي الثقافي والسياسي والاجتماعي.
في هذا البيان ارتأينا مكاتبة الأمين العام للأمم المتحدة لتذكير هذه المنظمة الدولية ببعض القرارات والتوصيات التي اعتمدتها ,والداعية فيها إلى المساواة بين الجنسين ولحماية المرأة من التمييز. والبيان هو واقع آلام تعانيها المرأة في البلدان العربية منذ عقود طويلة، عجزت عن تبديلها كل جهود المناضلين في هذا الشأن, اليوم آن الأوان من اجل تحرك دولي يرفع الظلم عن عاتق المرأة في المنطقة العربية, يخلصها من ظروف القهر والمصاعب الكبرى التي تعيق نهوضها وتقدمها. ولأن التمييز ضد المرأة يتنافى مع كرامة الإنسان وخير الأسرة والمجتمع، ويحول دون اشتراك المرأة على قدم المساواة مع الرجل، في حياة بلدهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وعدم الاستفادة من طاقاتها، مما يؤدي بالتالي إلى عرقلة التطور والتنمية في هذه المجتمعات، ناشدنا كل المثقفين العرب للوقوف معنا في هذه الحملة. وطرح هذا البيان للتوقيع لكل من يؤيد ما ورد فيه قبل إرساله إلى السيد كوفي عنان، وجاءت النتائج مذهلة ورائعة فالنخبة التي تزداد بين حين وآخر وضعت تواقيعها مع كلماتها بين التشجيع والمؤازرة.
هذه فرصة لتحية كل من أسهم في هذه الحملة..
وفرصة لدعوة من تأخر عنها ليكون ختامها بمسك كلماته وآراءه..
وفرصة لتهنئة كل النساء بالعالم بمناسبة 8 اذار , عيدهن العالمي والشد على أيديهن, تهنئة المرأة المقهورة في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج, ألانسانة المكبلة بقوانين وتقاليد تحاكي زمن القرون الأولى , فرصة لنحيي المرأة العراقية التي تتعثر بين الجثث وأصوات الإرهاب والحيرة بتدبير متطلبات الحياة اليومية لأطفالها, والتي تصر وتتقدم الصفوف لرفع الظلم عن كاهلها وبناء عراق جديد , تحية للمرأة الفلسطينية التي لازالت ترزح تحت نير الاحتلال والقتل اليومي الذي بات نسيا منسيا من قبل الهيئات الدولية. وهي فرصة أيضا لاستعراض بعض الآراء والملاحظات التي وردت في سياق التواقيع، على أمل أن تجد نقاشا مستفيضا في صيغة الرسالة النهائية, واستنباط الحقائق والتحرك على ضوئها.
فمن سوريا كتب سلمان بارودو
"نعم لإزالة كافة الأنظمة والقوانين والممارسات التي تشكل تمييزا ضد المرأة"
وكتب الدكتور سليم نجيب رئيس الهيئة القبطية الكندية, وهو قاضي سابق ومحامي دولي حاليا:
لقد آن الأوان و نحن في القرن إلحادي و العشرين أن تتمتع المرأة بالمساواة التامة طبقا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان فكفانا تخلفا و رجعية و تعصبا و تمييزا و اضطهادا لكي نلحق الأمم المتمدينة التي تحترم حقوق الإنسان.
وكتب علي ديوب وهو صحفي سوري:أنا أصدق- كما أوافق- على أن تولى شؤون البشر الأساسية للمرأة، و بمساعدة و مشاركة شجاعة من الرجل.. ذلك أن المرأة -و أقصد الأنوثة- أرقى و ألطف و أرأف و أحن على البشر، في صحتهم و سلامتهم و سعادتهم؛ ببساطة أنهم أولادها، و هي أمهم، بصورة او باخرى .و تحضرني مطالبة البعض تولي النساء مزيدا من المسؤوليات في فلسطين، الأمر الذي يضبط عمليات القتل المجاني، التي يوظفها البعض في خدمته، تحت عناوين و شعارات منها المقدس و منها السياسي .... و لا تدعي مشاركتي هذه أي صبغة وجدانية - و إن تحلت بها - و لكني أدفع بها إلى مصلحتنا , و مصيرنا أمة و أفرادا .. في لحظة باتت فيها أوطاننا و شعوبنا مجرد أرقام في أرصدة سلطاتنا السياسية .. لا طاقات تستحق الرعاية و التفعيل للمساعدة في تطوير الحضارة الإنسانية الواحدة.

وكتب الدكتور . مصلـح كناعـنة محاضر جامعي وكاتب من فلسطين
الرجل العربي يعاني من الضعف الناتج عن تهميش العالم العربي وتعميق تـبعيته للغرب (وضعفنا هو سبب تهميشـنا ونتيجته في نفس الوقت). وبدل أن يأخذ الرجل العربي بيد المرأة العربية ويساعدها على النهوض لكي تنهض به، فإنه يتهرب من عقدة ضعفه تجاه الغرب بممارسة قوته تجاه من هم أضعف منه في مجتمعه، وأولهم المرأة التي سلبها قواها عبر عصور عديدة، فيقمعها ويحيّدها ويزيد من ضعفها وتخلفها. لقد آن الأوان للخروج من هذه الحلقة الشريرة. وإن لم يكن الرجل العربي قادرا على الخروج من محنته بنفسه، فعلينا أن نعثر على من يرغمه على ذلك... الحقيقة يجب أن تقال، قبل فوات الأوان..إن كرامة وحرية المرأة الجميلة وبهجتها تبدع مناخا كريما وجميلا ومبتهجا أسريا ومن ثم مجتمعيا.. المرأة الكريمة الحرة المبتهجة تبدع وطنا للنور.. تستطيع المرأة الكريمة أن تبدع لنا كلنا، وطنا للحب والعقل والعدل والعلم والإبداع والأخلاق الفاضلة وإرادة الخير والعمل المخلص والسلام والجمال والنماء والحرية والبهجة..
وكتبت السيدة العراقية الدكتورة لميس كاظم وهي دكتوراة في الهندسة المدنية
ليساهم الكل في إشاعة ثقافة المساواة في الحقوق والواجبات، لتكن ثقافتنا هي العدالة الاجتماعية بين الجنسين، لتكن حقوق المرأة هي الصفحة الأولى التي تـُزين دساتير الشعوب.
اما فلورانس غزلان وهي سيدة سورية مقيمة في باريس فكتبت
أشد على أيديكن، وأشارككن كل ما تسعين أليه ...ففيه خير المرأة في كل دول العالم الثالث، ومنها وطني الأول ..سوريا حيث تعاني المرأة فيه من قوانين جائرة تفقدها إنسانيتها، وتضعها في العتبة الدونية من المجتمع، كما ويساهم في رفع الحيف عن كل النساء العربيات، وخاصة ما تعانيه المرأة العراقية الآن من انتهاك لإنسانيتها، وإهدار، وهضم لحقوقها، ومن هنا أدعو كل امرأة عربية أو غربية لدعم هذا التوجه المشروع والمساهم في إعادة النظر بما يصدر من هيئة الأمم من مشاريع توقع عليها الدول، ولا تأخذ بها، أو تتمنع عن التوقيع كي تظل فيها المرأة مهانة ورقيقا من نوع جديد لم تشهده البشرية سابقا.أتمنى لكن التوفيق في مسعاكن , واعلمن أن الموضوع الذي خصصت به يوم المرأة العالمي هو التمييز الواقع عليها من القوانين العربية والنظرة المجتمعية المتخلفة ...مستندة بذلك إلى القوانين الدولية...تحيتي لصمودكن ولنضالكن , وقدما دون كلل من أجل الحق والمساواة في عهود الظلام
و جمعية حقوق الإنسان أولا بالسعودية Human Rights First Society in Saudi Arabi كتبت:
تحية للمرأة في يومها العالمي ومزيدا من العمل الجاد لإقرار حقوق المرأة في السعودية.

من خلال هذه الملاحظات التي ينضح منها الشعور بالرغبة للانعتاق وتغيير الواقع , من مختلف البلدان العربية , التي تعاني واقعا متشابها بخصوص المرأة , وبخصوص الدساتير والقوانين الجائرة التي تعطي التقاليد البالية عمرا أطول , هذه القوانين التي تعاني أيضا من عدم مراقبة لتطبيقها بشكل شفاف ومنصف, وتعاني من تعسف وسيطرة الحكومات مما يعطل مفعول القوانين, التي لا تنبع من حاجة المجتمع وحل مشاكله, إنما من التسلط الدكتاتوري ومراقبة حركات البشر.
من كل هذا نلمس أن ثورة كبرى تعتلج داخل نفوس سكان عالمنا العربي من مختلف الأجناس والقوميات التي تشكل شعوبه , ثورة تشبه ثورة العبيد , رفضا للظلم ورغبة بالمساواة .
سنتابع باستمرار ونسلط الضوء على ما يكتبه كل متضامن مع هذا البيان وأسماء من آمن بحق كل إنسان بالحرية والعدالة, وآمن أن لا سعادة لكل مجتمع ما لم تكن المرأة به سعيدة ومصانة الحقوق ومعافاة.
إن المساهمين بالتوقيع كانوا نخبة شجاعة من النساء والرجال, فهم صوت المجتمع النابه الذي قرر أن ينهض ويقول كلمته ليحيا , وأغلبهم من مثقفين وأساتذة ومربين أفاضل ومهتمين وناشطين بحقوق الإنسان وإعلاميين وأدباء وفنانين وسياسيين , كل هؤلاء لابد وان يسمع صوتهم حتما .. وطريق الألف ميل يبتدئ بخطوة, سوف نبقى نلح عليها ونمشيها حتى بلوغ أهدافنا , ثقتنا كبيرة بمن يساندنا , وقوتنا في عدالة ما نطلب .

في 8 آذار ,يوم المرأة العالمي
2005