نافذة

السعودية تذبح المتهمين بلامحام, فأين العدالة؟ Print

بلقيس حميد حسن
  بشاعة الاعدام بقطع الرأس الذي تمارسه حكومة السعودية بدم بارد وكأننا نعيش في القرون الوسطى, ولامن متدخل في عالم يدعي الحضارة وحقوق الانسان..
هاهي رقاب الرجال تنتظر السيف والقتل المرعب الذي شاهدنا مقطعا منه في قناة الفيحاء, وسمعنا صوت المتهم الذي سيذبح بعد يومين, والذي عذب انواع العذابات ليجبر على الاعتراف.
لن اكون ظالمة وادعي انه بريء وانا لا اعرف ملابسات القضية, لكن الظلم ان لايكون للمتهم  محاميا عراقيا ومحاكمة يحضرها الجانب العراقي باعتبار الرجل عراقيا.
فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته بحكم قضائي.. وهذه بديهية قانونية, والحكم القضائي يحتاج الى طرف يدافع عن المتهم, واي التباس في الادلة يفسر لصالح المتهم.
لم نر نحن اي شيء من هذا. مارأينا ولاسمعنا سوى اصوات رجال تستغيث, اذ سيقادون كالخراف للذبح ولا احد يسمع اصواتهم.
سمعنا وشاهدنا اطفالهم وعوائلهم الفقيرة, تنادي رجال السياسة ان ينقذوا معيليهم, دون جدوى, الذبح جار وينفذ بهم واحدا بعد آخر, فأية بشاعة وأي ظلم.
هنا لابد ان نتسائل من الحكومة العراقية, إن كانت تنوي ان يكون لجمهورية العراق هيبة بين الدول, وان كانت صادقة في رغبتها ان يكون للمواطن العراقي قيمة مثله مثل الأمريكي والاسرائيلي والانكليزي والاماراتي او الكويتي او اي بلد يهتم بأمر رعاياه ويحسب لهم قيمة وحق, فلابد لها من التدخل وايقاف هذه الاحكام الجائرة التي تمارسها السعودية ضد المتهمين العراقيين وكانها تريد تخويف العراق دولة وشعبا, لتمرير ماتريده من تدخلات في سياسته واختيارات أهله.
انه امر خطير لايمكن السكوت عنه ابدا, وان كان الشعب العراقي لايحسب لحياة هؤلاء المتهمين حسابا, فليعلم ان ستنتظره اوقات مرعبة, فالدم يتكلم دائما, واهدار دم عراقي واحد دونما الاهتمام بحقه الانساني في الدفاع عن نفسه, ستصل تبعاته الى الجميع ولا احد يلوم نفسه بعد ذلك ..
هناك مؤامرات كبيرة ومحاولات جادة لتخريب مايريده الشعب العراقي من ديمقراطية ومساهمة كل المكونات بالقيادة العراقية, وان مايجري في السعودية من ذبح للعراقيين مهما كانت تهمهم لهو بدايات تنذر بشؤم وتخبيء خلفها نوايا لايعلم مداها احد, ولا تبعد شرورها وخفاياها عن ابناء السعودية نفسها.
غريب أمر العرب هؤلاء معنا نحن اهل العراق, حينما يقتلنا طاغية مثل صدام يرسل له اخوتنا العرب الاعداء  عشرات المحامين رغم انهم رأوا بأم اعينهم جرائمه البشعة وهمجيته, وحروبه, وغزواته, وابادته البشرية ضد ابناء الشعب العراقي بكل مكوناته, كل العرب عرفوا مامعنى السلاح الكيمياوي ومعنى الابادة بالغازات السامة, جميعهم رأوا حلبجة والاهوار والمقابر الجماعية ودفن الأحياء والموت الرهيب الذي لم يره شعب في التاريخ..
الان يسمع الناس جميعا لوعة اطفال هؤلاء المتهمين  الذين ينتظرون السيف دونما محاكمات اصولية تثبت حقهم في الدفاع عن انفسهم, كحق تقره كل الشرائع والاديان والقوانين الوضعية وشرعة حقوق الانسان. يصرخون مستغيثين والعالم يصمت, ويتغابى..
فيا ابناء الشعب العراقي , لابد من مطالبة الحكومة العراقية بعدم الصمت, ولابد من التفاوض والضغط على السعودية لايقاف الذبح الهمجي للمتهمين, والمطالبة باعادة محاكمتهم بحضور محامين عراقيين وحسب الاصول.
كما اطالب جميع منظمات حقوق الانسان, وجميع المهتمين والمؤمنين بحق الانسان الدفاع عن نفسه, ان يطلقوا حملة ضد احكام السعودية الجائرة, وان يصرخوا ويحتجوا لايقاف مايجري من همجية تأباها الحضارة البشرية ..
اناشد جميع الهيئات الدولية بالتدخل وفتح ملفات هؤلاء ومتابعة مايعانونه وما تفعله السعودية ظلما بحقهم وحق الكرامة العراقية التي تهان من خلالهم ..
فالدول القوية تهتم برعاياها حتى وان كانوا متورطين بجرائم لتثبت هيبتها الوطنية.
 فاين الكرامة العراقية حينما يتهم هؤلاء ويذبحون ذبح النعاج, دونما وضوح بادلة اثبات الجرائم عليهم؟
10-3-2010
www.balkishassan.com


 

نشر في الحوار المتمدن ومواقع اخرى