أجرت الحوار
وفاء الربيعي
شاعرة ولدت في الشعر والغناء سوق الشيوخ, نشأت وسط عائلة شعرية حيث كان والدها عبد الحميد السنيد شاعرا يلقنها وأخوتها الفية بن مالك وبعض عيون الشعر العربي، منذ صغرها تكتب الشعر حتى حازت على جوائز عدة وهي لما تزل طالبة في الثانوية، صدر لها اكثر من مجموعة شعرية، ارتحلت من بلدها العراق عام 1979 بسبب الظروف السياسية ودموية النظام السابق, وكان لبنان محطتها الأولى حيث عملت بصفوف المقاومة الفلسطينية حتى عام 1982 وذلك ابان الإجتياح الإسرائيلي للبنان ومن ثم استقرت في سوريا درست في كلية الحقوق جامعة دمشق، عام 1994 رحلت الى هولندا، انها الشاعرة بلقيس حميد حسن . . المثقف العراقي له وضع مختلف وليس من العدل أن نحمله فوق طاقته ونقسو عليه فهو أول ضحايا الأوضاع السياسية التي مر ويمر بها العراق . مثقفو الخارج لم يتركوا الوطن نزهة، ولم يكن لهم خيار آخر تحت التهديد بالموت الذي كان يمارسه النظام ضد كل مبدع حر يقول كلمة حق من اجل العدالة الإنسانية.
س:كيف تقيم الشاعرة بلقيس حميد حسن الوضع الثقافي العراقي في المرحلة الراهنة ،وهل هذا الوضع وليد المرحلة الراهنة? أم له امتدادته من المرحلة السابقة ؟ ج : لاول مرة في تاريخ العراق الحديث يحصل للثقافة العراقية مايحصل لها الان من حرية التعبير, حرية قد تصل احيانا حد الارتباك وعدم معرفة استثمارها من قبل المثقف الذي كان قبل وقت قصير وفي ظل النظام الاستبدادي السابق, ينوء تحت نير سجن القلم والحرف والصوت والحركة والريشة وكل مايبت للثقافة الحقيقية بصلة, لكن بذات الوقت هناك تقاليد وسلوك جديدة دخلت على المجتمع العراقي تحاول الحد من هذه الحرية وفي طبيعة الحال لايمكننا فصل الثقافة عن حركة المجتمع بكل مابها من تفاصيل اقتصادية وسياسية واجتماعية ... فكلما كان هناك ازدهار وانفتاح اجتماعي, سيكون هناك حتما ازدهار ثقافي وسمو للفكر والفن, لكننا لو درسنا الوضع الثقافي الراهن, سنجد هناك امتدادات له من وضع سبقه, فمايجري اليوم من محاولات لفصل ثقافة الخارج عن الداخل مثلا, واقصاء وتهميش بعض المثقفين لاعتبارات خاصة او علاقات معينة, وما نراه اليوم من دموع وقهر وحسرات مخبأة في ليالي المثقفات العراقيات بسبب من ظروف سياسية واجتماعية قاهرة,مع محاولات الفاشلين ومن كان من اتباع النظام السابق النيل من المتألقين من المثقفين والمثقفات ومحاولة تشويه ماقدموا ويقدمون للانسانية من روحهم واوجاعهم, لهو دليل على اننا لا زلنا لم نخرج من عنق الزجاجة التي فـُتحت لنا بسقوط النظام, لا زال المثقفون العراقيون يتدافعون في المكان الضيق للخروج الى الفسحة الاوسع وفي هذه المرحلة تبرز الكثير من الاخطاء والمشاكل والذاتيات والتقولات والرغبة في الصعود على حساب مقدرات البعض ومحاولات الحط من امكانياتهم, واكثر المتضررين في هذه المرحلة هي المرأة المثقفة التي ترفع صوتها دفاعا عن الحرية والمساواة لبنات جنسها اللواتي تقصيهن سنوات العتمة والتهميش واللواتي لازال اكثرهن حتى وان كن عضوات في البرلمان يستسيغن الرغبة بالبقاء بأقل من حقهن كانسان ويقبلن بالنصف من حقوق الرجل, مُقرات بذلك - ومع الاسف- مايردده اعداء الحضارة بعدم اكتمال عقل المرأة يتبعه ضرورة عدم مساواتها بالرجل.. س:لو اتفقنا أنا وأنت والآخرون على أن المثقف.......... هو من يعي ذاته وذات مجتمعه هل حصل هذا فعلا لدى المثقف العراقي ، هل يستطيع المثقف أن يؤثر ويغير وفقا لوعيه من ناحية ووعي وطبيعة المجتمع الذي يعيشه من ناحية أخرى؟ ج : ان المثقف بالطبع الاكثر حساسية لآلام الاخرين, وهو الاقرب من معاناتهم وهو الراسم حياتهم باساليبه الابداعية التي تصل الى ارواح الناس مباشرة دونما حاجة الى خطاب سياسي او تنظيم ما, وهو الاكثر تسامحا مع واقعه المر الذي غالبا مايقهره, لكن المثقف العراقي له وضع مختلف وليس من العدل ان نحمله فوق طاقته ونقسو عليه فهو اول ضحايا الاوضاع السياسية التي مر ويمر بها العراق, يبحث اليوم عن الجمال والنور والسلام والمحبة, وفضح ماافسدته السياسة ونشرته من حروب ومعاناة واستغلال للانسان والحد من قدراته الخلاقة, وهذا لا يتطلب بالضرورة ان نقارنه بسواه من المثقفين وبطريقة حسابية جافة وواقعية مائة بالمائة, لان المثقف الحقيقي غالبا ما ينتمي الى اقلية غير مفهومة في المجتمع, اقلية لا تملك سوى الاسم والشهرة, وعذابات اليومي والمعتاد, يدفع ثمن شهرته بوسائل عديدة وعلى حساب راحته وحياته الخاصة دونما يشعر به احد , المثقف لايستطيع الا الاستمرار بالعطاء مهما كانت الظروف وعزلة الروح قاسية, يطمح بالانعتاق الابدي دوما, ولن يجده ابدا, المثقف الحقيقي اكثر الناس حزنا واكثرهم مرحا بذات الوقت , يمسح دموعه بالابتسام لان طموحه المحبة . ليس على المثقف ان يكون المفكر بكل الحلول بذات الوقت الذي نراه محاربا من كل الجهات, فمن السياسي الذي يملك السلطة والمال ويتحكم بحاجات المثقفين, ومن التقاليد التي لا تريده ان يعيش بحرية ليبدع, ومن فلسفة الحياة التي تطارده بأسئلتها الجالدة له كل يوم والتي لا يجد لها جوابا غير اللجوء الى مايبدعه وغالبا مايكون بعيدا عن اهتمام عامة الناس المشغولين بالحصول على قوتهم وسد الرمق, الى حروب المنافسة بين مدعي الثقافة, والتي تتحول احيانا الى عذابات وتشويه ومؤامرات .. المثقف العراقي يعيش اغترابا منذ عقود ولازال الاغتراب يكبر يوميا, اغترابا روحيا في الوطن وفي المنافي التي تتسع به وتضيق عليه يوميا .. حيث لازالت ابسط حقوقه في الحياة مهددة في انفجار او خطف واغتيال وما الى ذلك من المخاطر التي لم تنته في الوطن , اضافة الى حقه في الحرية, والذي حرم منه منذ عقود الحروب والقتل الجماعي والرعب اليومي والاهانات. لقد مر المثقف العراقي بظروف لاانسانية وعذابات تفوق الخيال, فأغلب المثقفين العراقيين دخلوا السجون او عذبوا او هاجروا او هجروا ولم يسلم من انواع العذابات هذه سوى من كان مداحا للنظام القمعي, أو يدا ضاربة للحق من ايدي ذلك النظام واذرعه, او ممن صمت خوفا ولم ينتج شيئا للثقافة سوى مايشبه ثقافة الفترة المظلمة التي كنا نقرأ عنها في المدارس والتي يهزأ بها النقاد لانها لا تغير او تؤثر بالمجتمع ابدا, اي كأنها لم تكن , أو كان من الانتهازيين الذي استفاد من الحرية وانطلق, لكنه صار يصعد وبحكم قدرته على انتهاز الفرص على المثقف الذي حمل رسالة نبيلة مع كفنه اينما ذهب ان كان في داخل الوطن او خارجه . ومن هنا بدأ تهميش البعض مما خلف لديهم شعورا بالغبن وبلا جدوى نتاجاتهم, حيث انسحب البعض وانزوى بعيدا عن المعمعة والتنافس الذي يصل حد التناحرات التي تضرب العديد من التجمعات الثقافية وتعطل اهميتها ورسالتها الاصلية. س:وهذا يسحبنا إلى سؤال آخر.. الاغتراب بين المثقف والعامة هل هو لعدم مراعاة المثقف لوعي العامة؟. ج : علينا هنا بداية تفسير الاغتراب الذي تقصدينه, فما يحصل من اغتراب بين المثقف والعامة أمر طبيعي, فالمثقف غالبا مايكون غير مفهوم في مجتمع ٍ تتناهبه الأمية والفقر والجهل وامراض عقود القهر, مما يجعل الثقافة ترفا وكماليات لاتقربها العامة المسحوقة من الناس. كما ان التاريخ يخبرنا ان لا وطن للمثقف, فالاوطان سكن للعامة, اما من يجعل الفكر والثقافة والابداع هدفه ورسالته فهو مغترب حتى في الوطن, والمثقف الحقيقي لاينشد السلطة والمال انما هو مشغول في البحث عن اجابات لهذا الاغتراب, قد يعمل او يجد دواء لعلة اجتماعية ما, وقد لا يجد , قد يحاول ان يكون لسان العامة, ينوب عنهم احيانا في مايعطي وعلى بعد, لكنه على الغالب مايكون بالتالي وحيدا, وقد يموت في عزلته التي يختارها رغبة في البحث عن الذات المرتبكة او التوحد مع الطبيعة والوصول الى معرفة اكبر بفلسفة الوجود التي تدميه, كما مات أشهر المفكرين والفلاسفة والشعراء والكثير من مشاهير الثقافة .. هناك اختلاف بين المثقف والعامة, يتجلى في الفرق بين همومهم وهمومه, هم يبحثون عن العيش, وهو يبحث عن الابداع, هم يقتنعون بالسكن والطعام والشراب, هو قناعته لاتمت للماديات بصلة, هم يضعون قائمة معينة ووصفة معتادة عندهم لفكرة السعادة مثلا ويحتار هو بوصف الفكرة وكأن السعادة والمعرفة امران متضادان ومتوازيان لايلتقيان, وقد يقرن المثقف العقل, او رهافة الاحساس بالشقاء كما قال الشاعر : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ××× وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم ُ ان الاختلاف بين المثقف والعامة اختلاف أزلي في مجتمعاتنا خاصة, فالعامة تصفق غالبا لمن يهتف امامها باهداف تحقق احلامها ومتطلباتها الحياتية, والعامة لا تشكل في البناء التحتي للمجتمع شيئا. اما المثقفون فهم لبنات البناء التحتي الذي تتأسس عليه الحضارة الانسانية, فلا حضارة بدون ثقافة ترسي دعائم القيم والاخلاق والجمال والمحبة وتستفز الفكر الانساني للبحث والتحصيل العلمي فكل العلوم تبدأ فكرة او لحظة الهام عند اديب او فنان والخيال العلمي دليل قولي هذا س: الإشكالية بين المثقف والسياسي من ناحية وبينه وبين الديني من ناحية أخرى كيف السبيل إلى حل هكذا أزمة؟. ج : ان الثقافة تصلح ما افسدته السياسة غالبا, فقد يساهم السياسي في البناء الفوقي للمجتمع , لكن هذا البناء سيسقط وينتهي بسرعة ان لم يكن هناك اساسا تحتيا قويما, اساسا ثقافيا يرسي دعائم الحضارة على مدى اجيال, فالحضارة لا يبنيها السياسي لانها ليست ابنية واسمنت وشوارع, انما هي القيم والمباديء الانسانية التي تحتاج من يرسخها في عقول واذواق الناس. قد يدمر السياسي وفي قرار أرعن كل مابني من حضارة كما حصل في العراق, وان مانراه اليوم من فساد ينخر البلد في شتى المجالات سوى نتيجة منطقية لمحاربة الثقافة الحرة لعقود كبيرة, حيث تم اختطاف الثقافة لصالح الدكتاتور والحرب والموت الجماعي, كما لم تنجو الثقافة اليوم وبعد سقوط النظام السابق من حروب عديدة أولها الارهاب وانتشار التعصب الديني القاتل للابداع وشيوع ثقافة التكفير والطائفية وتسليط الممنوعات على كل وسائل المثقف ووضعه في الخانة المعتمة فيذوي نتاجه ويضيع, مما يوسع الهوة والاشكالية بين المثقف والعامة . اما بالنسبة للدين فالامر أصعب, فالدين يحنط الثقافة بالقداسة, لذا لايمكن حل الاشكالية بينه وبين الثقافة إلا بالانفتاح الفكري وتقبل جميع الفلسفات التي اوجدها العقل البشري واتخاذ اسلوب الحوار معها لا رفضها, وهذا مالايستسيغه الدين الذي يريدها ان تسير بطريق واحد لا تحيد عنه, كما انه لا يتقبل المتغيرات الفكرية لعقل المثقف المتطور دائما, والعارف غالبا بتاريخ الفلسفة الانسانية والمتأثر بما في العالم من ثقافات وقيم وفكر حر, ولنا في التاريخ العربي والاسلامي شواهد على ذلك, فقد صُلب الكثير من المثقفين والمفكرين الاحرار والشعراء والكتاب والفنانين باسم الزندقة والكفر كالحلاج وابن المقفع وابن رشد وسواهم الكثير . اما بالنسبة للدين فالامر أصعب, فالدين يحنط الثقافة بالقداسة, لذا لايمكن حل الاشكالية بينه وبين الثقافة إلا بالانفتاح الفكري وتقبل جميع الفلسفات التي اوجدها العقل البشري واتخاذ اسلوب الحوار معها لا رفضها, وهذا مالايستسيغه الدين الذي يريدها ان تسير بطريق واحد لا تحيد عنه, كما انه لا يتقبل المتغيرات الفكرية لعقل المثقف المتطور دائما, والعارف غالبا بتاريخ الفلسفة الانسانية والمتأثر بما في العالم من ثقافات وقيم وفكر حر, ولنا في التاريخ العربي والاسلامي شواهد على ذلك, فقد صُلب الكثير من المثقفين والمفكرين الاحرار والشعراء والكتاب والفنانين باسم الزندقة والكفر كالحلاج وابن المقفع وابن رشد وسواهم الكثير. س:هل يصح تقسيم الثقافة إلى ثقافة الداخل وثقافة الخارج ومثقفي الداخل ومثقفي الخارج؟ ج : هذا التقسيم ان كان لمجرد تحديد مكان وجودهم وعيشهم فهو امر عادي, اما ان كان لدق اسفين بين المثقفين العراقيين الذين يحتاجهم المجتمع العراقي جميعا فهو جريمة تشبه مبدأ " فرق تسد" الذي استعمله الاستعمار سابقا لتفريق ابناء البلد الواحد. فمثقفو الخارج لم يتركوا الوطن نزهة, ولم يكن لهم خيار آخر تحت التهديد بالموت الذي كان يمارسه النظام ضد كل مبدع حر يقول كلمة حق من اجل العدالة الانسانية, فمن اسعفته ظروفه للهجرة حفاظا على حياته قد نجا خاصة وان مئات المثقفين العراقيين قد استشهدوا في السجون والحروب والمقابر الجماعية والتعذيب وسواه من اسباب الموت التي كان النظام يشهرها في وجوه ابناء العراق واولهم المثقفين. حيث كانت التضحية بالثقافة في العراق امرا عاديا وسائدا, وكان ابسط رجل مخابرات يمكن ان يهين اكبر مثقف امام الملأ ويعتدي عليه بهمجية , وقد يضربه بالرصاص دونما اي وجع للضمير, وكم تم اغتيال رجال ثقافة في خارج الوطن وداخله, اي ان الجميع كان لهم ذات الموت المتربص بهم في صور عديدة اينما ذهبوا, لكننا لاننسى ان ظروف من عاش في بلدان الحرية والعدالة وحقوق الانسان غير ظروف من عاش تحت قهر نظام صدام, فرغم ان الغربة معاناة لا حدود لها , لكننا لا ننكر بان للمثقف في الخارج فرصة اكبر للاطلاع على ثقافات الشعوب كما لديه الحرية بالتعبير عن افكاره وتطوير ادواته غالبا, رغم انني اؤمن ان المعاناة ينبوعا لا ينضب للمبدع المقتدر "فناظم حكمت" كتب اجمل اشعاره في السجن, والسياب كانت حياته سلسلة من المعاناة والفقر والتشرد, وجبران خليل جبران كانت حياته الما وفقدانا وحرمانا. الى اخر الامثلة التي لا تنتهي من معاناة المثقفين والمبدعين في التاريخ, والتي وسمت عطاءهم بجمال خاص, انساني, أخاذ, مما منحه ُ العالمية والخلود, لذا ارى ان كل مثقف له شكل معاناة طالما هو عراقي ويحمل اسم ذات الوطن المعذب, فلا فضل لأحد على اخر الا في العطاء ومدى الارتباط بواقع المعذبين من ابناء العراق.. هناك امر لابد من تذكره, وهو ان غالبية مثقفي العراق في الخارج كانوا مشاريع شهداء, اي لولا فرصة اللجوء لكانوا اليوم عظاما في المقابر الجماعية, كما انني استغرب لماذا كان المثقفون المهاجرون بسبب صعوبة ظروفهم من بلدان العالم قاطبة عندما يعودون لاوطانهم لم يفصلوا عن مثقفي الوطن كما في لبنان مثلا وسورية ومصر وغيرها من البلدان التي هاجر منها الكثير من الشعراء مثل ايليا ابو ماضي وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران ونسيب عريضة وغيرهم, بل صارت نتاجاتهم تدرس كمادة مميزة في المدارس وكدروس في الوطنية تحت اسم "ادب المهجر" الذي درسناه نحن ايضا في مناهج العراق, وهو نوع راق من الادب يضفي على مشاعر الوطنينة حنينا وحبا لا نجده عند المثقفين غير المهاجرين من اوطانهم, فمن يهتم بالثقافة حقا لابد وان يتفهم معاناة اي انسان مغترب تناهبته البلدان بعيدا عن أهله ووطنه لانه حمل رسالة وطنية وانسانية قصّت من عمره الكثير وهدت احلامه حلما حلما عبر سنوات ضياع مر, فكيف بذلك المغترب حينما يكون مثقفا؟
24-11-2009 نشر الحوار في طريق الشعب وموقع الحوار المتمدن وعدة مواقع عراقية اخرى
|