نافذة

برقية عاجلة إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات Print

برقية عاجلة إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات

 بلقيس حميد حسن

تتسارع الأيام العراقية صوب صناديق الاقتراع،وتتسارع معها آمالنا وأحلامنا بتحقق شيء طالما كتبنا وناضلنا ترقباًّ لوصول ساعته،متمنين أن يتمّ هذا الوصول،مكلّلا بالنجاح؛ كتجربة ديموقراطية في العراق،لا يشوبها خلل ولا يقربها باطل مما اعتدنا عليه وترك في نفوسنا حسرة كبيرة،لعلها تكرّر نفسها ألينا بعد سقوط الديكتاتور بصور ديكتاتورية تعكسها مرايا الواقع العراقي الملتبسة جهاته،هذه الصور تدور في فلك المحسوبيات وتغرف من طوفان المنسوبيات،ولها سوق رائجة في الفساد خرجت رائحته لتزكم الضمائر، بروائح شتى تعيد إلى الذهن صورة الطغيان وأكداس بغضائه، ومادمنا اليوم على أعتاب تغيير كبير وبوابة أمل وارف يطوي صفحة ألامس بعطنها وسوء تداولاتها , نجد من المفيد جدا أن تكون الانتخابات التي هي بوابة أملنا خالية من أي درن ،ومنزهة وناصعة كأن لم يمسسها سوء،فمن السوء أن نأتي بالديموقراطية الانتخابية الحقّة ونحن نعصيها باتخاذ وسائل إدارية غير ناجعة ،بل ومخلّة بالاتفاق الذي ألزمت فيه المفوضية نفسها على أن تكون بعيدة عن أي حزب أو فئة أو طائفة حين تختار من يمثلها في إدارة مراكز الاقتراع،لكن هذا لم يتحقق مع الأسف في أماكن كثيرة،وأنا شاهد إثبات شخصي على ما يحدث في هولندا قبل الاستعداد للانتخابات.فالأمور جرت بسرية تامة؛وأعني اختيار الأسماء التي ستدير المركز الانتخابي في هولندا،ولعلّهم يجدون في هذه السرية ما يبررّها لدواعٍ أمنية،وأخرى إدارية تتعلق بسرية عمل المفوضية، لكن كلّ هذا ليس عذرا إذا علمنا إن دوائر انتخابية في دول أخرى اتخذت طابع الشفافية والعلن في برنامجها،حيث أعلنت عن وظائف لمن يرى بنفسه الكفاءة والأهلية للعمل معها , وتم اختيار الأسماء من قبل لجنة حرصت أن تكون الاستقلالية هي الشرط الأول ،وليس لأحد من أي حزب فيها نصيب أو محاصصة،حيث كان من المفترض أن تعلن المفوضية عن رغبتها باستقبال من يتوفر فيه القدرة على هذا العمل في الأهلية والاستقلالية وان يكون شخص عراقي ليس لديه أية مشكلة قانونية أو سياسية، حيث تُقبل طلبات المؤهلين لهذا الدور بعد أن تتم الموافقة عليهم من قبل لجنة أعدّتها المفوضية في ممثليتها هنا...
هذا ما لم يحدث في هولندا حيث سمعت إنه حدث في مراكز انتخابية في دول أخرى، وكنت شاهدة عليه في مدينة فينا عاصمة النمسا حيث كنت ألبي دعوتي لأمسية شعرية , التقيت بها بالسيد ممثل المفوضية هناك والآتي من العراق, حيث استثمر من الأمسية بعض الوقت للحديث عن الانتخابات وما تفعله المفوضية وأجاب على التساؤلات، وعايشت عملهم طوال أيام ورأيت تشددهم على النزاهة واختيار المستقلين للعمل في المفوضية , أما في هولندا فلم يجر أي شيء من هذا حيث اتصلت بالمفوضية للاستفسار والمعلومات بل وطرحت نفسي كراغبة بالعمل واستغربت من إجابتهم على سؤالي،حيث انهم لم يعلنوا عن فتح مجال للعراقيين المؤهلين للعمل مع المفوضية , إنما اعتمدوا أسماء الأشخاص العاملين بالدورة السابقة مدعين قصر الوقت الذي لا يكفي لتدريب طاقم جديد, رغم أن الوقت كان كافيا لسواهم في دول أخرى,وتقصيت فوجدت أن بعض العاملين بالدورة السابقة- وهم أيضا اختيروا عن طريق المعارف والأصدقاء والأحزاب لا بالتقديم العلني للعمل كما هو الواجب ولم يكن اغلبهم مستقلا- لم يحصلوا على فرصة هذه المرة, كما اشتكى العاملين في المفوضية في هولندا من كثرة التعليمات المتناقضة التي تأتيهم من المفوضية في العراق لتربك عملهم , فأين الاستقلالية التي تدعيها المفوضية ؟ والى متى يتحكم بعض الأشخاص المتحزبين بنا ويخطفون الفرص التي يستحقها سواهم ؟ وحتى متى لا نعرف معنى النظام وتطبيقه ولا نعرف معنى العدل لنبقى مقهورين من حفنة من المنتفعين؟

فهل كان النضال ضد الطاغية وأساليب البعث زورا ؟ وهانحن نرى ذات الأساليب الدنيئة وأين النزاهة التي تدعون؟ وهل بعد مائة عام أخرى سنفكر بوضع الإنسان المناسب بالمكان المناسب؟
أنتظر الإجابة على تساؤلاتي, واطلب تحقيقا عاجلا بالموضوع وان رغبتم فسأعطيكم أسماء الناس الذين ذكرتهم .....

 7-12-2005