نافذة

جارية ديك الجن Print

جارية ديك الجن

 

                                                               بلقيس حميد حسن
أضعت الكل ّ في سفري
وأرخيتُ العنان لوابل المطر على قبري
ليمحو كل آثاري
فهل بعد النجاة بقتلي المجنون أعذركم؟
وأنتم كنتم ُ فرحي
وأنتم صبري المكلوم
كنتم نعشيَ المحمول في كف ٍ مدماة ٍ
تعد الخطو كي تسرع في دفني
ألا يكفيكمُ  تعبي؟
محوت الكل ألاكم
محوت العمر والأوراق والأسماء
كي تدنو تواريخي لخيلكم ُ
محوتُ محوتُ أحلامي
وأغمضت العيون عليكم أبدا
أخاف العين أن ترنو لآلامي  فتبعدني
أخاف الباب أن يفتح لغيركمُ
لذاكرتي أحيك ملاءة سوداء
كي لا أذكر الماضي
على عهدي بقيت الدهر هائمة
لديك ِ الجنّ أنثاه الوديعة كلما شاءا
وساخرة من الأقدار والآتي
أعيش العمر يوما ربما ساعات,
 كي اعبد معشوقي
أيا ديكي الذي يشرب من دمّي
أقول ومن هنا
من كأسك المترع من روحي
أحبك كلما أوغلت في وجعي
أحبك َ
عبـّني عبـّا ولا تلوي على أحد ٍ
أنا جارية الموت الذي,
 وزّعني حبـّي على اكؤسه ِ,
 والدن ّ فياضُ
من الشفتين ِ والصدرِ ِ
أنا القربان في حرب الشكوك ِ وغفلة ِ الصدق ِ
أنا من خصري الميـّال لا زالت عطورا
تذكر السكين والجرحا
أنا عبقي يطارده فيغترف الدم الأحمرْ
أنا تلك الشقيـّة في الليال السود
بين الآهِ والدمع ِ
مَن السامع ُوالرائي؟
مَن العارفُ في موتي
وان يذبحني حبـّي
ويشربني منَ الزقّ ِ
َمن القاريء  أوراقي؟
مَن الطالب في حقي؟...
2005