نافذة

فضائيات المسابقات الغبيّة Print

                          فضائيات المسابقات الغبيّة

بلقيس حميد حسن
 
   

من حسن حظ الشعوب العربية الفقيرة والتعيسة , ان هناك طبقات وفئات من العرب تـُعد بالملايين لا ترى قمر عربسات, الذي يلتقط ويبث فضائيات عربية لاحصر ولا فائدة لها تذكر. فضائيات لايعرف المرء من اين تنطلق ومن الذي يمولها , وماهي اهدافها , لكن بذات الوقت يستطيع المشاهد لبعض هذه القنوات ان يعرف اهدافها الحقيقية دون بحث او تحر ٍ , بعضها ينشر الاحقاد والعداواة أو الخبل والتعصب والهوس الديني وهذه واضحة الاهداف معروفة الإصول , مموليها شبه معلنين , ورغم فداحة خطرها في مجتمعات الجهل والعاطلين عن العمل أوالمتبرقعين بالدين, لكن هناك ماهو اغرب منها ,فضائيات تبث مسابقات فقط , وليس غير المسابقات, طوال الاربع وعشرين ساعة وباستمرار يوميا , بلا تعب ولا كلل ,مسابقات لامعلومات ولا فوائد فيها , تخرج لنا بها شابات نصف عاريات يتحركن بحركات مريبة , مقصودة, لإثارة امر لايغفله أغبى الاغبياء , ليطرحن أسئلة بالاف الدولارات يستحقها من يعرف الاجابة التي تصعب على الشعوب العربية الغافلة , حيث يتصل المتصلون على رقم تعريفته غالية الثمن وضعته القناة لكي يجيبوا باجوبة خطأ على السؤال الذي لاتُعرف إجابته الا بعد ايام وقد تصل اسبوعا كاملا , والسؤال هو ضحك على ذقون هذه الشعوب بقضها وقضيضها , وحط من كرامتها وقيمها وعقولها , فمرة يكون السؤال :
حيوان من ثلاث احرف تحذف الحرف الوسط يكون نوعا من الورد , والمقصود هو الفيل , وهذا السؤال البسيط يبقى اسبوعا غير معروف الإجابة لأمة العرب المتكونة من مئات الملايين من البشر لديهم تاريخ لازالوا يفتخرون به ويسكرون بخمرة ذكره حتى نسوا زمنهم الحالي , وتبقى الشابات العربيات من كل الشعوب العربية تلهج بالسؤال متمايلة على انغام الاغاني الهابطة طوال اليوم , عارضات انفسهن كمن يعرض سلعة كاسدة ويشجع عليها بشكل مخجل ومؤلم بذات الوقت , فالمرأة تكون في هذا الموقع لاعمل لها سوى انتظار تلفون قد لايرن لدقائق طويلة وان رن فما عليها الا المجاملة والترحيب المبتذل باجابة خاطئة لسؤال تافه لافائدة منه...
ومرة يكون السؤال ماهو الذي تذبحه وتبكي عليه , وهو البصل , وتتصل الاصوات من كل انحاء العالم العربي ليقول لها احدهم هو العدو ويقول لها احدهم القلم والاخر شيء اخر , وكأن السؤال طلسم او سؤال بالفلسفة واللاهوت والسحر . مع ان جميع هذه الاسئلة كنا نسمعها عندما كنا اطفالا في المدارس ونعرفها منذ لك الوقت ..
وهناك ماهو اسخف من هذه الاسئلة مثل " ام مريم عندها اربع بنات , مشمشة وتفاحة وخوخة , مااسم البنت الرابعة ؟..
هل سأل احد المسؤولين بالاعلام العربي , من اين جاءت هذه القنوات؟ ولماذا ؟ وماهي فائدتها ؟
وكي اكون موضوعية في كتابتي عن ظاهرة خطرة, ولأتأكد من معلومتي ليكون نقدي في محله , اتصلت بالرقم الموجود على الشاشة الخاص بالاتصال من اوروبا والعالم , و لاقول لهم اجابتي الصحيحة للسؤال الغبي جدا , قلت من يدري , ربما استطيع ان احظى بالجائزة وهي اربعة عشر الف دولارا واطبع بها كتبي التي لا امتلك المال لطبعها - ولتكن ضربة معلم كما يقول العرب - لكن الرقم لايجيب وهو رقم وهمي اي كاذب والقائمون على القنوات من النصابين الكبار , والظاهر انهم يرمون شباكهم بحدود العالم العربي حيث يكون المتصل ضحية لهم يستفيدون من عائدات اتصاله , اعدتُ الهاتف عشرات المرات فعرفت انها لعبة قذرة بنوايا بعضها معروف والآخر غير معروف ..
ان هذه الفضائيات تجعل النصب والاستهتار بعقول الناس ظاهرة عربية مشروعة ومقبولة ومكسبا حلالا لم يحتج عليه لامؤسسة دينية ولا امام جامع..
فهل يتوقف المسؤولون في المؤسسات الاعلامية العربية عند هذه الظاهرة ويعالجونها , كي يكون الاعلام نافعا للجماهير وليس لشبكات وتجار النصب والدعارة ؟

 2008 / 7 / 3