نافذة

قراءة ثانية لقصيدة الشاعرة بلقيس – آه ياعراق Print

قراءة ثانية لقصيدة الشاعرة بلقيس – آه ياعراق -
عبدالإلــه الصائـغ
حضرة الشاعرة المحترمة بلقيس حميد حسين / موقع كتابات
  تحية الكلمة الطيبة النابعة من تراب العراق الحبيب عبقـةًًً بأمنياتي لك ولهمومك العراقية المشرقة 0
قصيدتك الشفيفة ( آهٍ ياعراق ) عمل مهم فنيا وصرخة أهم وطنيا!! وقد لفت انتباهي وانا في حومة القتال الأنترنيتي غير المتكافيء بين ذوي الأسماء المستعارة المختبئين وراء اقنعة الخوف والنميمة وبين الكتاب الذين يكتبون بأسمائهم الصريحة وليس ثمة ما يقيهم من سهام الغوغاء غير جلودهم وهي نعم الدرع!
انتظرت ان يكتب عن قصيدتك( آه ياعراق ) الزملاء وما اكثرهم وأطيبهم! وبخاصة ان للصوت النسائي بفضل الله مساحة مرموقة من اهتماماتنا وردودنا ! لكن انتظاري لم يثمر سوى الإنتظار ! فقلت في نفسي : عجبا ؟ كيف يحدث ان تصرخ شاعرة وناشطة في حقوق الإنسان ثمتطرح هموما(  ميتا آنية ) ولا يبارزها مشاكس أو يدغدغها مماليء !! ثم التمست للزملاء العذر لكنني لم التمس لنفسي العذر فكانت هذه الرسالة ! ولن اخفي قراء  الشعر سرا لهذا اعترف انني فكرت ان ابعث للشاعرة بلقيس رسالة خاصة على إيميلها المثبت تحت قصيدتها !! بيد ان الشرطي في داخلي نهرني وقال لي إياك ان تفعلها ياصائغ فتكون قد اهدرت القيم النبيلة المرتجاة من رسالتك ! لا تكتب لأية امرأة رسالة خاصة مهما صدقت نواياك وشرفت سجاياك ! واطعت الشرطي فما من مرة عصيته فيها الا وعضضت سبابتي ندما !!0
الشاعرة الفاضلة بلقيس(  والسادة قراء الشعر ) اسمحي لي ان أنجِّم رسالتي  قسمين ، الأول يتناول الهم الدلالي ( الوطني ) من النص والآخر سينصرف الى الهم الجمالي ( الفني ) لأسباب منهجية !.
الهم الدلالي __________________________________________________
سمع ابو نواس معلما يدرس الصبيان وهو يشرح بيته المشهور جدا :
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء                   وداوني بالتي كانت هي الداء
قائلا لهم ان الشاعر بهذا البيت ينصح التجار المفلسين بسبب تراكم ديونهم وعجزهم عن سدادها ويأمرهم ان يتداووا بالداء نفسه أي الديون !! فيستدينون من تجار جدد ويسددون ما بذمتهم للتجار القدامى !! فقال له ابو نواس : ومن ادراك ان الشاعر قصد الى ذلك ؟ إن المعنى ايها المعلم بعيد جدا عما اوصلته للصبيان !! فقال له المعلم محتدا وهو لا يدري ان المتحدث اليه هو ابو نواس : إنصرف لا هداك ربي ، هل اكذب عقلي واصدقك ؟؟. إ. هـ                   والذي رميت اليه ان النقد في انقى حالاته قراءة يحاول القاريء من خلالها إعادة انتاج النص فاقتضت الإشارة!!                     ___________________________________________________________
القصيدة تتوفر على 24 بيت شعر كتب على الطريقة التقليدية ( صدر + عجز + بحر + قافية ) واستعملت ( القصيدة ) عددا من اساليب التوصيل من نحو : الطي والنشر / الحقيقة والمجاز / التلميح والتصريح / الأسئلة الإستنكارية والقناعات القارة ....إلخ
والغاية المركزية هي تحذير الشعب العراقي من مغبة الإنسياق وراء عواطف الغوغاء !  والعمل معا من  أ جل أقامة مسلة عراقية كبرى يكتب عليها كل عرا قي حريص على الوطن والمواطن اسمه !
وحتى لا ننساق وراء شهية الكلام  سأعود الى القصيدة نفسها  :
القصيدة منشورة في موقع كتابات يوم 13 جون حزيران 2003 ومتوفرة على 24 بيتا !!
ب1/ تخاطب العراق بوصفه ( قبلة الأزمان ) و( ارض الأجداد ) وكأن تراب العراق معجون بأرواح السلف ( الصالح ) فالقصيدة ومن خلال الرؤيا تجد التربة العراقية وهي تنز دماء السلف ! لكي نتذكر ان دماءهم المنورة إنما هدرت من اجلنا نحن ولا ينبغي التفريط بها .
ب2/ وتتصل الأزمان فيما بينها لترينا وحدة الدم العراقي الزمانية والمكانية ! الشهيد معنى مفتوح على المدى فقد يكون اخي او اخاك ! من الشمال او من الجنوب ! من زمننا هذا او من زمن غابر !! وآية ذلك ان دماء الشهيد تستلهم ( الآباء والأبناء) .
ب3/ وغاية الدماء العراقية الطاهرة في كل زمان ومكان ! الدماء المسفوحة من اجلنا متركزة في هاجس إمدادنا بنور الحقيقة وحين نرتوي بالنور غب الظمأ أو حين لا نرتوي سيان فإن ثمة نداء يلح على مروءاتنا .
4/ التاريخ هذا الحرباء المحيرة ! هذه العدسة التي تلتقط كل شيء ولا ترتعش لها يد ! التاريخ هذا المحايد المنحاز ! أو هذا الإنتهازي الذي يصفق للغالب ويرقص على جثة المغلوب ! التاريخ هذا العبد الأجير عند الحكام والأزلام ! الذي لا يستحي !! نحن كما تتساءل القصيدة : ربما سنجعله خجلا من افعالنا السود  وهو يقارنها بأفعالنا البيض !! ونحن غير عابئين بما يدور حولنا ( ونسير بطءا تارة وعناءَ ) .
ب5/ ولعل القصيدة ! اقول لعل لأنني غير متأكد ! لعل هذا البيت يستحضر نظرية ارنولد توينبي – التحدي والأستجابة – فإذا كان التحدي عودا يمد الى سمائنا !! فإن استجابتنا هي ( الفيتنا فيها نمد لواء ) .
ب6/ شرعة اهلنا العراقيين منذ فجر اية شرعة في الكون كانت علامتي استفهام وتعجب كبيرتين ! وقد حيرت شريعتنا ذوي الإختصاص !! وهم الحكام والفقهاء ! والمسكوت عنه في البيت هذا هو عظمة شريعتنا ! ويفهم ذلك من السياق !!.
ب7/ البون بين امسنا المجيد وحالنا النكيد اننا نؤثر النوم طمعا في سلامة رؤوسنا من سيف التافه والأجير والمنافق وعين السلطان ( هذه النعوت مستقاة من السياق ! فالبيت لم يعدد المنعوتين ) والحصيلة المفجعة المفزعة معا هي ( بعضنا يخشى كلاما او يخاف بلاء ) وسأغامر واقول ان السياق يغرينا بالقطع أن ما بين الظفرين  في مخيال القصيدة هو ( وكلنا يخشى كلاما أو يخاف بلاء ) وانما لم يحشر البيت 7 الجميع لأسباب تربوية تتصل بترك الباب مواربا للأمل ! .
ب8/ هذا البيت عتاب مبك ! واقول ذلك دون ان احمل البيت محمولات لم تتأثَّل في بلورته !! البكاء لا يقدر عليه إلا  الفرسان والشجعان  ! لكن الدموع ليست المظهر الوحيد للبكاء ! فقد تكون الإبتسامة بكاء ! والقهقهة دموعا !! والغناء نشيجا !! ألم يقل نزار القباني في 1969 :
مرحبا ياعراق جئت اغنِّيـــــــــــــــــــــــــــــــــك وبعض من الغناء بكاء !!
يقول البيت 8 ان الزمان ( وهو من الزمانة أي المرض ) غربنا وجربنا واغرى بنا الثلج والقر واصطكت اسناننا من برد الزمان! وبدهي ان ينظر الينا الغرباء فلا ترق علينا قلوبهم ! لكن الموجع حقا هذه المفارقة التي لا تتضح بسوى إيراد البيت بكليته :
ويمسنا عري الزمان فلم نجد       من بعضنا بعضا يمد كساء!!
ويلي من فتح ملف العقوق!! ليس ثمة قلب يحنو او عقل يسمو او مروءة تعلو! كلنا نبكي الحسين و كلنا  نقتله يوميا! لقد اوجعني هذا البيت الجريء في نقد انفسنا ولا نقول بعضا ! ولسوف اعود اليه في سانحة اخرى وامنحه مقالة مطولة! فقد رايت فيه أثرا للخراب الذي احدثه الواقع السياسي التربوي البذيء في مروءاتنا!!.
ب9/ هذا البيت يكرس المعاني التي مرت بنا فالضحايا ( من طرف مسكوت عنه ) خسرت الرهان غب تفريطنا بدمائها الزكية ! وما عدنا نكافيء الضحايا بسوى الدموع ! والضحايا ( حولنا تنداف مَعْ ترب الفلاة فداء ) .
ب10/  الفجوة سحيقة بين الواقع الخشن والحلم الحاني ! وحين يفرك الآخر ايدينا ليأخذ منها القرار !! ونعجز عن استرداده ! فليس امام هزيمتنا المؤقتة سوى محاكاة العاشق فيما يصنع حين يعجز عن ان يتوحَّد مع المعشوق ( ونصعّد الآهات ) مثل الصب الذي يتراءى له
طيف الحبيب بحلمه!!.
ب11/ 12 الناس امتان !! أو بعضان !! بعض معهم وعلينا فهو متمتع بلهو الحياة ومالها !! وهذا البعض الغوغائي يرجو العزة من الاجنبي كمن يتأمل في الماء جذوة نار (وكأنما النيران اعطت ماء ) !! تناص مع :
ومكلف الأشياء ضد طباعها        متأمل في الماء جذوة نار                                 
اما البعض الذي هو نحن فليس امامنا سوى الغليان ولا شيء غير الغليان!!
( والبعض يغلي عزة واباء ).
ب13/14 البيتان يبتدئآن بسؤال العارف ( اوهل نسينا اننا ابناء من ؟؟) ( كم قد
 رسمنا للشعوب تجاربا ) وهي فلاش باك نشهد من خلاله قيمة شعبنا يوم كان صاحب قراره !! ( معذرة انني انقل مقولات البتين دون تدخل !! لأنني غير مؤمن ان شعبنا العراقي المذبوح امتلك قراره بنفسه يوما ما !! ومنذ العصور المتحجرة او الحجرية!! ) .لكن الملفت لنظر القاريء هذه الغنائية العالية في ب  14 فقد تعاملنا مع الشعوب التي فتحناها بمسوغات مختلفة تعامل ( الحب أهدى مقلة عمياء ) فالشعوب كانت عمياء والبدو فتحوا عيون الشعوب المفتوحة بالحب !! . قلت انا قاريء ولدي قناعات خارج دائرة النص ليس هذا مجالها !! لكن البتين متفائلان ومطمئنان للمحابر التاريخية بشكل يدعو الى الإعجاب .
ب15/16 البيتان  مكلفان بنقلنا من ماضي ب 13/14 إلى حاضرنا نحن!! ومفتاح الدخول الى واقعنا المفزع عبارة ( لكننا بتـنا)!! بتـنا نغيِّر طبائع الأشياء!! مثلا * نناطح ظلنا!! * نعملق الأقزام والضعفاء * نستنطق الخرساء حين نهيم بها!! أي نتوهمها منطيقة!! * ونخرِّس البلغاء ( والمسكوت عنه حين نهيم بكراهيتهم ) .
ب17/18 ونستمريء تغيير طبائع الأشياء!! * نقيد الشجعان * نتوج الجبناء * نبني المجد من خطب الخطباء * نتطلب البلل من الأحجار!! ( ونعب من احجارنا أنداء) .
ب19/ هذا التمزق وهذا الشتات لن يصنعا ثورة!! واذا صنعا  ثورة   جدلا فستكون الثورة ( خديجة شوهاء )!!.
ب20/ يا اهلنا في العراق!! ياعراقنا في اهلنا !! ليس لنا اهل غيركم !! كل البلاد على سعتها ضاقت بنا !! سنوات طوال ولم نعثر على اهل غيركم ولم نبن بيتا مع غريب!! فمن حقي إذن ان اخاف عليكم!! إنني اعلن الآتي ( وانتم اهلي وما اخشاه ذلا للبلاد ودا ء )                      ب 21/22 وجاء منطق الحكمة! ألم تبدأ ملحمة جلجامش هكذا ( هو الذي راى كل شيء فغني بذكره يابلادي ) أو لم يقل زهير بن ابى سُلمى المزني ( معلقاتي /جاهلي ) :
الا ليت شعري هل يرى الناس ما ارى        من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا ؟!
مالذي رأت زرقاء اليمامة في قصيدة ( آه يا عراق ) ؟؟ *لا امسنا يبقى * ولا يأتي غدٌ نهواه !! وحالنا حال القوافل قطعت أشطانها (( الأشطان تعني الحبال !! قارن قالة عنترة : يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم ))
حالنا حال القوافل قطعت جهلا الحبال التي تمد بها الدلاء لتستقي الماء والتي تشد الخيمة الى الوتد  والناقة الى الناقة حتى لا تسرق او تهرب !! ولم تخسرالقافلة  حبالها فقط وانما خسرت الحادي الذي تسير النوق على ايقاعه من جهة ويطرد الملل عن المسافرين من جهة اخرى وينبههم الى انهم ضمن مساق القافلة !! ولن يتبدل الحال كما يقر منطق زرقاء الغربة ‘ن لم تتحد اجزاؤنا!! .
ب 23/ نظرية الإحالة تجد مثالها هنا !! الأشطان والقافلة والحداء وسواها احالت الصور الفنية الى المركز ( الصوفني ) فنهدت الجاهلية ضمن حالة التوقع : فكأننا للجاهلية فجأة  عدنا! وصار خطيبنا هجاء!!
ب 24/ وتبدأ القصيدة من هاهنا مرة ثانية وأخيرة!! دون كناية او اعارة او طي او نشر أو أو بل يلتقي الحبيبان على قبلة عتاب عراقية تتفطر لمرآها الأكباد!!
أهلَ العراق ......
ونبض عرقي منكمو ....
ارجو عراقا سيدا ...
إذن البيت 1 والبيت4 2 هما مفتاح القصيدة وقفلها معا !! العراق قبلة الأزمنة والأمكنة في ب1 !!!! فليكن كما نرجوه ب24 سيدا .  إ. هـ
 
 الهــم الجمالي______________________________________________
اتفق النقاد على اختلاف مدارسهم ان النص  الرديء لا تشفع له اقدس القضايا !! ينبغي اذن أن يتماهى الجمالان الدلالي والجمالي لتوليد النص الفائق ! وهنا يراني القاري قارئا !! وسبيلي الى تحليل هذا النص ميكانزم المدرسة الوصفية التي تصف وتبوب وتترك السانحة للقاريء ولا ترتكب إثم مصادرة ميكانزمه الخاص وليس بي رغبة لمقاربة الميكانزم المعياري السلفي الذي يقاضي النص ويحكم له او عليه ! فلا يحكم على اي نص سوى القاريء الرجوعي !!.
1/ القصيـــــدة 24 بيتا مكتوبة وفق المعايير التقليدية للقصيدة التي نســــــــميها تجــــوزا ووهما ( العمودية ) !! إذ لكل نمط من الشعر عموده الخاص به !! قصيدة النثر عمودية ايضا !!
2/ البحر الذي انتقته القصيدة هو الكامل :
يا قبلتل      -  ازمانيا        – ارضل ألا -  من روحهم -  تربتننز – زدماءا
 ا0ا0اا0   -   ا0ا0اا0    -  ا0ا0اا0 -  ا0 ا0اا0     -  ا0ا0اا0 – ااا0ا0
تم تم تتم -      تم تم تتم – تم تم تتم -   تم تم تتم    -   تم تم تتم – ت ت تم تم
مُتْفَاْعِلُنْ        متفاعلن        متفاعلن     متفاعلن   -     متفاعلن – مُتَفَاْعِلُنْ
متفاعلن الأولى ( حركة سكون حركة سكون حركتان سكون ) 0000هي قراءة متكاملية لمستفعلن الرجزية !!
ومسوغ ذلك في زعمي ان ايقاع الكامل بطيء وان وقع على الرجز !! وايقاع  الرجز او
الرجس سريع وان وقع على الكامل وفي ذلك نظر!!  
 ومتفاعلن الأخيرة ( ثلاث حركات فسكون فحركة وسكون ) تفعيلة الكامل السليمة .
3/ القافية وهي قفل البيت المفتوح ذات موسيقى نادرة الأستعمال لصعوبتها ! ولأن العرب تستصعب النطق بالهمزة فيقلبونها هاء ! قولهم مثلا في اريق هريق ولكن للشاعر اجتهاده وقد غامر احمد شوقي فرثى عمر المختار بهمزية عدت فتحا وقتها في تبدل الذائقة السمعية العربية
ركزوا رفاتك في الفلاة لواء       تستقبل الآتي صباح مساء
والأذن لا تأنس لحرف العلة (آ) فتبدله ب( ء) ولم يقرأ شاعر فصيح مثلا ( أنا ) إلا ويقلبها الى ( أنَ ) !! أو أنه
ولو كنا مصغين للجواهري الكبير وهو ينشد لسمعناه يقول – أنه - :
أنا حتفهم الج البيوت عليهمو     اغري الوليد بشتمهم والحاجبا
وكنت في سري قد تمنيت على هذه القصيدة الفكاك من سلطة الألف والأكتفاء بفتح الهمزة ولن يتغير شيء في المعنى او النغم او الوزن ..حتى !! . واشهد ان القصيدة وفقت في انتخاب قافيتها وهذا حسبها .
4/ التدوير فن صعب وهو فعل ميتا جمالي او ميتا دلالي لأن مهمته التوشيج الدلالي المعنوي والجمالي الفني ! يشبه من يقول لمن يقاطعه مهلا لم أكمل كلامي بعد !! قارن
ب17 ونقيد الشجعان في وصف(  التهور) تارة ونتوج الجبناء
والتهو+ ور ) وشيجة التدوير في البيت ولها هنا كما المحنا وظيفتان : دلالية وجمالية !
5/لم افهم دلالة (مكاء ) في البيت 24 حين صيغ العجز ( ترجو عراقا سيدا مكّاء ) وللشاعرة ان تفلسف لنا المكاء هنا ان كان قبيل التصدية التي وردت في القرآن الكريم !!
جاء في سورة الأنفال –آية 35 ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية .. ) .
6/ القصيدة لوحة بانورامية كبيرة مزاجها عشرات الصور الفنية الساخنة المتحركة المجازية منها والواقعية ! والشعر كما ينص الجاحظ ت 255 هـ في الحيوان 1/444 ( الشعر صناعة و سنخ من الصياغة وجنس من التصوير ) حتى قال المنظر ان الشعر رسم بالكلمات ! والصور في هذا النص سيدة الفعل الشعري وان لم تخل من بعض التناصات هنا وهناك على رأي جوليانا كرستيفا وهي تناصات رائقة تذكرنا بقول المتنبي العظيم الشعر جادة وقد يقع الحافر على الحافر ! لكن بصمة الشاعرة بلقيس واضحة في قصيدتها !! ولم الحظ والشهادة لله هفوة نحوية او اسلوبية او نغمية !!بيد اني ولمرة واحدة استثقلت في ب 12 ( من اجنبي ) واحسست انها من حيث الإيقاع فقط  ذات محمولات ناتئة ! وهذا الإستثقال قد يكون مشكلتي وربتما استحسنها سواي ! لكن يغلب علي الظن ان فيها زيادة !! حركة واحدة او سكون واحد !!

وبعد : يخيل لي ان الشاعرة متمرسة في تخليق القصيدة ويشفع لها في ذلك دربة لا يتجاوزها النظر ! وشعرت ان علي ان اتابع تجارب الآخرين ولن اغفر لنفسي عدم اطلاعي على مثل هذه التجارب المشرقة مهما ثقلت الغربة و كبا  القلب . ومعذرة للجميع ان وجدوا في قراءتي انحرافا ! والعصمة لا تكون الا لنبي . * مشيغن المحروسة 15 جون حزيران 2003 .