نافذة

الذئب والعقرب بين الهدف والتسمية Print

الذئب والعقرب بين الهدف والتسمية

بلقيس حميد حسن
                                                                 
عندما أوجع الإرهاب ولازال يوجع أبناء شعبنا العراقي , كنا بحاجة لقوة وطنية تواجه هذا الشر وتعيق قتل أبناء الوطن الأبرياء يوميا ,  وابتهجنا لتكوين ألوية تقف بوجه الإرهابيين وتحارب  أهدافهم التخريبية , من اجل بلوغ أمن حقيقي للإنسان العراقي, الذي طال زمن  قهره  وترهيبه  وحيرته , جميعنا يقول , هنئيا لهؤلاء المنخرطين بهذه الألوية دفاعا عن العراق , وهم الان حماة الوطن بجدارة , حيث يواجهون النيران و يخاطرون بأرواحهم خدمة لنا جميعا , وهاهم  اليوم يحققون قوة يُحسب لها حساب ، قوة تزداد يوما بعد آخر , وتضع يدها على مكامن خطر المعتدين والقاصدين بالوطن والشعب شرا.
ولكن.... الذئب , العقرب , الرمح , الخنجر !!!!!
استغرب من أسماء هذه الألوية الحكومية , أو العمليات العسكرية , والتي تأسست أو صدرت من سلطة شرعية هدفها ولا أنبل , وغرضها ولا اشرف , لماذا إذن  تتسمى بمسميات عصابات وخفافيش ظلام وكأنها تسرق أو تقتل على غير وجه حق ؟
 إن أسماء  مثل هذه تعكس مستوى بائسا للوعي والثقافة, وتعكس أن لازال هناك إحساس من أن دور الحكومة غير شرعي مائة بالمائة , بل وكأن هذه الألوية قوة متمردة , أو حشود مليشيات خارجة عن القانون,  وكأن الحكومة العراقية عصابة من المارقين أو مجموعة من بلطجية تتسمى  بمسميات لا علاقة لها بالأهداف النبيلة لما تقوم به هذه القوى العسكرية على ارض الوطن, وحاشا الحكومة ذلك لما بها  من شخصيات وطنية شريفة , فالذئب أو العقرب حيوان  معتدٍ  دائما , وليس صاحب حق , أما الرمح والخنجر فهي مسميات  تعكس روح البداوة والغدر وعدم القدرة على المواجهة أمام هول الصواريخ والمتفجرات , إنها مسميات بدائية ,  ساذجة , وكأنها لمجموعة رعاع  لا تتناسب مع الدور البطولي والوطني الذي يقوم به هؤلاء الجنود الرائعون والمعطاءون الحاملون أسلحة جديدة وقادرة على إعاقة العدو البعثي أو الإرهابي العابث بالعراق فسادا, فأي رمح وأي خنجر تخيف اليوم ؟
أن كان ثمة تأثر بمسميات العمليات والألوية العسكرية الأمريكية , فهذه قوى لا تعمل على ارض وطنها , وهي على الغالب غير شرعية , بل تعمل في أراضي الغير,لهذا تتسمى بأسماء مرعبة , تعكس إحساسها بلا وطنية ما تفعل بالنسبة للشعب الأمريكي, وهي مدركة إنها ماضية وسيطوي التاريخ فعالها بفعل عراقي وطني قادر على التغيير,  إذ ما علاقة الأمريكان بأراضي سواهم سوى المصالح التي لم تستطع الحكومة الأمريكية حتى ألان إقناع شعبها بها. أما نحن أبناء العراق , نعمل على ارض وطننا الذي ندافع عنه كحق شرعي  , فلنأخذ أسماءنا من واقعنا ومن تأريخنا العراقي الأصيل , لنبتدأ بوضع خطواتنا الأولى نحو إعادة  ولو مسميات جميلة لحضارتـنا المضاعة..
أتساءل , والسؤال مشروع , لم لا تسمى هذه الألوية بأسماء محترمة تخاطب أبناء الوطن من منطلق راق وواع للدور البطولي لهؤلاء ؟أسماء عقلانية  تعكس بالفعل معاني الوطنية والدفاع عن الحق , لماذا لا تسمى بأسماء مأخوذة من تراث العراق وحضارته , أو من طبيعته وتقاليد شعبه ؟  كأن يكون لواء الوطن , أو لواء العراق , أو لواء الحماية, لواء الفداء , أو لواء حمورابي , ما بين النهرين, لواء الشمس  أسماء وأسماء يزخر بها تاريخ العراق وعطاءات شعبه تعكس معاني أروع واجمل. أننا نريد لأفعالها أن تكون امتدادا لأفعال تلك الأسماء في تاريخ العراق وغير منشقة عنها أو دخيلة عليها ؟
19-6-2005